تعليل أفعال الله تعالى بالأغراض بين الأشاعرة والمخالفين في رأي شيخ الإسلام مصطفى صبري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس العقيدة والفلسفة بکليّة أصول الدين بالمنصورة

المستخلص

   تهدف هذه الدراسة إلى إبراز رأي شيخ الإسلام مصطفى صبري، - وهو أحد أعلام الفکر الأشعري في العصر الحديث- في قضيّة من أهمّ قضايا علم الکلام، وهي قضيّة تعليل أفعال الله تعالى بالأغراض.
   وملخصها هل هناک دافع يدفع الله تعالى إلى الفعل؟ وقد نزّه الأشاعرة الله تعالى عن هذا، وعاب غير الأشاعرة عليهم هذا التنزيه؛ حتى إنّ بعضهم اتهم الأشاعرة بتجويز العبث على الله وخلو فعله تعالى عن الحکمة.
   وهنا يظهر دور شيخ الإسلام مصطفى صبري حين يرفع سوء الفهم عن مذهب الأشاعرة، ويظهر أنّ مذهب الأشاعرة لا يلزم منه نفي الحکمة عن الله تعالى، بل إنّ الحکمة تتبع فعله تعالى ولا يتبع فعله الحکمة، بل إنّ فعله تعالى حکمة لأنّه فعله. وهذا هو صريح مذهب الأشاعرة.
   ثمّ إنّ خصوم مذهب الأشاعرة يلزمهم – بناء على تعليل أفعال الله تعالى بالأغراض – أن يکون موجبًا بالذات نفي عنه الاختيار؛ فالله تعالى لا يفعل بمرجح خارج عن إرادته، فالله تعالى يفعل ما يشاء ويختار.
   ولقد تمادى بعض المعللين لأفعال الله تعالى بالأغراض حتى انحرفوا في بعض العقائد فاعتقدوا فناء النار بدعوى أنّه ليس من الحکمة خلود الکافرين في النار أبدًا وهم لم يفعلوا ما لا يستوجب هذا العذاب الأبدي. وهو مصادم للنص القرآني وما استقرّ من عقائد المسلمين.
 

الكلمات الرئيسية