العلاقة بين الإيمان والعمل عند بعض الفرق الإسلامية The Relationship Between Faith and Work for some Islamic Sects

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم العقيدة والفلسفة - کلية أصول الدين بالمنوفية - مصر

المستخلص

   من المسائل التي شکلت محورا للخلاف بين الفرق الإسلامية مسألة الإيمان وحقيقته، وقد تفرع عن هذه المسألة مسألة أخرى لا تقل أهمية عنها ومن ثم ساهمت بشکل أو بآخر في استمرار الخلاف بين الفرق وهي مسألة العمل ومنزلته من الإيمان، وقد تنازعت الفرق وعلى رأسها الخوارج والمرجئة والسلف والأشاعرة أطراف النزاع في هذه المسألة وکان لکل منها رأيها الخاص في العلاقة بينهما، الذي شکلته وصاغته بناء على رأيها في مفهوم الإيمان وحقيقته.
   وکان من أهم النقاط التي تمخضت عن البحث في مسألة العلاقة بين العمل والإيمان، أنها تدور بين طرفي نقيض إما إفراط أو تفريط، وقد مثلت فرقة الخوارج جانب الإفراط لأنها أدرجت العمل في مفهوم الإيمان کجزء لا يتجزأ ومن ثم تبنت النظرة التکفيرية لکل من أخل بشرط العمل، ومثلت فرقة المرجئة جانب التفريط، لأنها ألغت العلاقة تماما بين العمل والإيمان وقد ترتب على ذلک فتح الباب على مصراعيه أمام إحداث کبائر الذنوب وکون هذا لا يقدح في إيمان الفرد، ناهيک عما يثيره جانب التفريط هذا من المساواة بين إيمان المؤمنين قاطبة لا فرق في ذلک بين العاصي والطائع.
   أما فيما يتعلق ببحث المسألة بين السلف والأشاعرة، فقد تبين وجود التقاء وتقارب بين مذهبي السلف والأشاعرة في علاقة العمل بالإيمان، وأن الخلاف بينهما خلاف لفظي وأن کلاهما يتفق على کون العمل شرط کمال لا شرط صحة بالنسبة للإيمان، أما الخلاف الحقيقي فهو بين السلف وبين المنتسبين لهم ممن أدرجوا العمل في حقيقة الإيمان کجزء لا يتجزأ يترتب على ضياعه ضياع الکل، ثم عرج البحث على الآثار الخطيرة الناجمة عن تبني نظرية الخوارج في العلاقة بين العمل والإيمان من حيث کونه شرط صحة لا شرط کمال، تتمثل هذه الآثار في التکفير، الذي يعمل على هدم المجتمع.
One of the issues that formed a focus of disagreement between the Islamic sects is the issue of faith and its truth, and another issue that is no less important has branched off from this issue and then contributed in one way or another to the continuation of the disagreement between the teams, which is the issue of work and its status in faith. The Ash'ari are the parties to the conflict in this matter, and each of them had its own opinion on the relationship between them, which was formed and formulated based on their opinion on the concept and reality of faith.
    One of the most important points that emerged from the research on the issue of the relationship between action and faith was that it revolves between two opposing sides, either excess or negligence, and the Kharijites group represented the aspect of excess because it included work in the concept of faith as an integral part and then adopted the faithless view for everyone who violated the working condition The Marjiya group represented the aspect of negligence, because it completely abolished the relationship between action and faith, and this resulted in the opening of the door wide open for the infliction of major sins and the fact that this does not undermine the faith of the individual, not to mention what this negligence aspect raises from the equality between the faith of all believers. There is no difference in that. Between the disobedient and the obedient.

الكلمات الرئيسية