وقف المثاني للتدبر والتعليم وبيان أسرار المعاني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الدراسات الإسلامية، كليه الآداب، جامعة الملك عبدالعزيز، جده، المملكة العربية السعودية

المستخلص

وقف المثاني في حد ذاته وجه من أوجه الإعجاز الذي اختص به كلام    ربنا (U). فأسلوب القرآن الكريم معجز في وصفه، كما هو معجز في نفسه، تلتقي عنده نهايات الفضيلة كلها على تباعد ما بين أطرفها، وهذه كلمة تحتاج تفسيرًا طويلًا يمتلئ به الصدر ولا ينطلق به اللسان، ففي كل جملة منه جهاز من أجهزة المعنى، وفي كل كلمة منه عضو من أعضائه، وفي كل حرف منه جزء بقدره، وفي أوضاع كلماته من جمله، وأوضاع جمله من آياته سر الحياة الذي ينتظم المعنى بأدائه. وبالجملة ترى كما يقول الباقلاني: (محاسن تتوالى، وبدائع تترا). لكن القرآن يحتاج إلى تدبر معانيه، وفهم مبانيه وتراكيبه، وهو المقصود من التلاوة، قال (U): كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ، وقال (I): أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ،      وقال (U): أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا. فلو رُفعت الأقفال عن القلوب لباشرتها حقائق القرآن، واستنارت فيها مصابيح الإيمان، وعلمت علمًا ضروريًّا، يكون عندها كسائر الأمور الوجدانية من الفرح والألم والحب والخوف، أنه من عند الله (I)، تكلم به حقًّا، وبَلَّغه رسولُه جبريل (u) عنه إلى رسوله محمد (r)، فهذا الشاهد في القلب من أعظم الشواهد، وهذا البحث يدرس نوعا من أنواع الوقف والابتداء يتكامل مع أقسام الوقف الاختياري المعروفة ليضيف إليها بعدا جديدا من تدبر المعاني، وذلك بتكرار الكلمة أو الجملة الموقوف عليها؛ والبدء بها عند ائتناف القراءة لتكتسب معنى جديدا لم يكن ظاهرا عند الوقف الأول، ولهذا اكتسب اسم "وقف المثاني" من تثنية المعنى.
Al-Mathani-Waqf, in itself is one of the aspects of the miraculous nature of the words of our Lord (U), in the Holly Qur’ân. The style of the Holy Qur’an is miraculous in its description, just as it is in itself. The ends of all virtues meet at a distance between the extremes of it. This is a word that needs a long explanation that fills the chest and does not let the tongue speak. In every sentence of it there is a device of meaning, and in every word of it. It is one of its members, and in every letter, there is a part according to its measure, and in the modes of its words from its sentences, and the modes of its sentences from among its verses is the secret of life, the meaning of which is regulated by its performance. In general, you will see, as Al-Baqillany said: (The virtues follow, and the deposits follow), However, the Holy Qur’ân requires contemplation of its meanings and an understanding of its structures and structures, which is what is meant by recitation. He (U) said:(This is) a Book (the Qur’ân) which We have sent down to you, full of blessings, that they may ponder over its Verses, and that men of understanding may remember) (Juz, Sad, Aya:). And, He (U) said: (Do they not then think deeply in the Qur’ân, or are their hearts locked up (from understanding it), (Juz, Muhammad (), Aya: ).

الكلمات الرئيسية