الفوائد الخفية في معرفة أحاديث جوامع كَلِمِ خير البرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الحديث النبوي وعلومه بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بنين بالقاهرة جامعة الأزهر الشريف

المستخلص

فضَّل الله تعالى رسوله محمدًا (r) على سائر الأنبياء والمرسلين بل على البشرية كلها بجوامع الكلم، وهذه الجوامع متحققة في آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وقد يظن البعض أن السنة النبوية كل أحاديثها جوامع للكلم، والحقيقة ليست كذلك، فجوامع الكلم عام في غالب الأحاديث لا كلها.
   إن أحاديث جوامع الكلم متفرقة في ثنايا كتب السنة النبوية المسندة من الصحاح والسنن والمسانيد والمصنفات والمعاجم، وليس لها مصنف مستقل يجمعها كلها.
   لقد صحت الروايات الواردة بأفضلية سيدنا محمد (r) على جميع البشرية بجوامع الكلم، وظهر من خلال هذه الروايات أن الله تعالى منح رسوله (r) جوامع الكلم وفواتحه وخواتمه، وتوجد فروق ذات دلالات واضحة بين هذه الأمور الثلاثة.
   لقد جاءت روايات الحديث تارة بلفظ (أعطيت)، وتارة بلفظ (أوتيت)، وتارة بلفظ (بعثت)، فبينت معاني هذه الألفاظ والدلالة اللغوية منها بعد تخريجها والحكم عليها، وأن أكثر ألفاظ الحديث (أعطيت) مما يؤكد أن جوامع الكلم خاصية أعطاها الله تعالى لسيدنا محمد (r).
   لقد اتفق أهل العلم على عدم جواز رواية أحاديث جوامع الكلم بالمعنى خلافًا لسائر الأحاديث.
   إن كثيرًا من القواعد الفقهية صِيْغَت من أحاديث جوامع الكلم، وأقوى مصدر لرجحان القواعد الفقهية اعتمادها على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
   لقد وضعت من خلال هذا البحث الضوابط والأسس التي يُعرف بها أحاديث جوامع الكلم، والتي منها الممارسة، والتي تحدث نتيجة كثرة الاطلاع والقراءة والفهم لأحاديث جوامع الكلم فيتولد لدى الباحث المهارة والخبرة في معرفة هذه الأحاديث من غيرها.
   لقد أفرط القُضاعي والُمناوي والصنعاني في اطلاق جوامع الكلم على الأحاديث الضعيفة، وهذا ليس بصحيح، لأن جوامع الكلم خصوصية للنبي (r)، والخصائص لا تثبت إلا بدليل صحيح.
   يُعد جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم لابن رجب الحنبلي من أفضل المصنفات في جوامع كلم النبي (r)، فذكرت موافقة العلماء له في أحاديثه التي ذكرها أو شرحها، ثم ذكرت جملة من أحاديث جوامع الكلم لم ينص عليها المصنفون في هذا الشأن مما يؤكد عدم وجود مصَنَّف يجمع كل أحاديث جوامع الكلم.   
Allah, the Almighty, has given superiority to the prophet Muhammad (PBUH) over the other prophets and all of humanity with the words which are concise but comprehensive in meaning. These words are achieved in the verses of the Holy Qur’an and the purified prophetic Sunnah. Some may think that the prophetic Sunnah is only these words which is not true. The hadiths of these words came sporadically in the folds the Sunnah books, even Sahih, Sunnan, Musanad, workbooks, and dictionaries. They do not have a separate workbook that collects all of them. The narrations were authenticated by the preference of our prophet Muhammad (PBUH) to all humankind with these words. This was clear through these narrations that Allah the Almighty has granted His Messenger (PBUH) these words, the openings of speech, and its conclusions which have a clear distinctions and differences in their meanings. The scholars also agreed that it is not allowed to narrate the hadiths of these words with the common sense or their meanings, unlike other hadiths. As such, this research identified some criteria and principles that are used to identify such hadiths. Among these criteria is the practice which occurs as a result of frequent reading and understanding of the hadiths that include these words, so the researcher has the skill and experience in identifying these hadiths from others.

الكلمات الرئيسية