مظاهر التسامح مع الآخر في عقد الأمان في التراث الإسلامي (دراسة دعوية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، كلية أصول الدين والدعوة أسيوط، مصر.

المستخلص

يقدم هذا البحث إسهامًا في الدفاع عن التراث الإسلامي ضد الهجمة الشرسة التي يشنها بعض المغرضين قاصدين إهالة التراب عليه وتجاوزه بكل ما فيه من حضارة وثقافة, حيث يكشف البحث من خلال تحليل كلام أشهر علماء التراث الذين كتبوا في موضوع – عقد الأمان – الذي هو محل الدراسة من ناحية تعريفه, وأقسامه و أركانه, ومدته, وشروطه, ونواقضه, وأقسام المستأمنين, وبعض الجزئيات ذات الصلة عن الدور الحضاري للإسلام في كيفية التعامل مع الآخر ومظاهر التسامح معه مع بيان الثمرة الدعوية في كل ذلك.
    كما يكشف البحث عن أهمية ربط الماضي بالحاضر للاستفادة من الاجتهادات السابقة لعلمائنا الأجلاء, وهو في الوقت ذاته لا يعتبر التراث الفقهي مثلًا وما يحويه من اجتهادات فقهية مقدسًا أو معصومًا, إنما يثبت البحث أن التراث الذي نحن بصدد الاستفادة منه في الواقع المعاصر, وتبجيله وتوقيره بطبيعة الحال قد حوى بعض اجتهادات ناسبت عصرها وزمانها ولم تعد صالحة للتطبيق في العصر الحاضر ولا يمكن الاعتماد عليها في التأصيل لبعض القضايا لاسيما القضايا ذات الطبيعة الخاصة, كالعلاقة بين المسلمين وغير المسلمين مثلًا بأشكالها المختلفة وجوانبها المتعددة، لأن معطيات هذه الآراء غير موجودة في واقعنا المعاصر.
    كما يكشف البحث عن أن الدولة الإسلامية على مر عصورها تلتزم بمنح المستأمن الأمان الكامل في حرية المعتقد وعدم التعدي عليه بسبب ديانته أو معتقده, ومايترتب على هذا المعتقد, بطريقة حضارية سبقت بها العالم المتحضر الآن, وهي في الوقت ذاته توجب على المستأمن احترام النظام العام للدولة وعدم استغلال الأمان في الدعوة لدين غير دين الإسلام.

الكلمات الرئيسية