مكافحة الإسلام لظاهرة التســــــــــول

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية

المستخلص

     الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن سيدنا ونبينا ومعلمنا محمداً (e) عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين...آمين.
ثم أما بعد:
     فإن التسول ظاهرة اجتماعية تسترعي انتباه المهتمين بمعالجة الآفات الاجتماعية كلٌ في ميدانه، لإيجاد حلول سريعة ناجعة، للقضاء عليها و إدخال هؤلاء المتسولين في حظيرة المجتمع بعدما استمرأوا التسول وجعلوه المورد الوحيد لرزقهم، دون رغبة في العمل والإنتاج، و إعادة تأهيلهم نفسياً وتربوياً، وتهيئتهم لحياة كريمة يبتعدون فيها عن مذموم الصفات التي تعودوها من أجل استدرار العطف و إخراج ما في أيدي الناس بسيف الحياء و المسكنة المصطنعة - لا يمكن بحال من الأحوال أن نلقي باللائمة علي هؤلاء وحدهم فقد يكونون ضحية لعدة عوامل تشترك فيما بينها لإخراج هذه الفئة لتطفوا علي السطح وتعطي انطباعاً عن المجتمع بأنه فقير متخلف...

إن تعاليم الدين الإسلامي تعمل علي تجفيف منابع التسول، فأوجبت الزكاة كركن من أركانه وحددت مصارفها في القرآن الكريم، ورغبت في صدقة التطوع، وحثّت علي التكافل الاجتماعي، والتعاون علي البر والتقوى، ...فكان ترك سؤال الناس أمراً بالغ الأهمية في الدين الإسلامي، حتى في الأمور التي يتساهل فيها الناس جميعاً، فيربي الإسلام أتباعه علي الاعتماد علي النفس، واستغلال النعم والمواهب والملكات الممنوحة من الله تعالي للإنسان، والإخلال بهذه التوجيهات يسهم في إيجاد أناس محتاجين لا يجدون حرجاً في إهدار كرامتهم و إنسانيتهم من أجل الحصول علي القوت اليومي...
إنّ أكثر ما نعانيه هذه الأيام كثرة المتسولين الذين جعلوا التسول مهنة لهم يحصلون من خلالها علي المال الوفير... وبدون مبالغة قد تسير في شارع واحد فتجد في طرفه متسولاً وفي منتهاه متسولاً آخر...ولو أنك عرضت علي أحدهم أن يعمل مقابل عائد مالي مجزٍ لرفض... لماذا ؟؟!! لأنه يحصل علي هذا العرض في أسرع وقت و أقل مجهود!! ومع ذلك قد يمكث طيلة يومه متسولاً،

     من هنا برزت أهمية هذا الموضوع وضرورة البحث فيه، مقترحاً له العنوان الآتي:
"مكافحة الإسلام لظاهرة التسول"
     وكان من جملة الأسباب التي دعتني إلي تناوله ما يلي:

استفحال ظاهرة التسول في المجتمع المصري، حتى طالت عناصر من الأصحاء القادرين علي الكسب، لكنهم فضلوا مكسباً سهلاً سريعاً وفيراً...
التعرف علي بواعث هذه الظاهرة، ومحاولة معالجتها بمنهجية إسلامية.
التعرض للمنهج الإسلامي في تجفيف منابع التسول.
محاولة وضع حلول عملية لمكافحة التسول بما يتفق وروح الشريعة الإسلامية.

     ومن ثمّ جاءت خطة البحث علي النحو التالي:
     مقدمة وتشتمل علي:

أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وخطة البحث،

     التمهيد وقد حوي بياناً لمفردات عنوان البحث، وفيه:

تعريف المكافحة، الإسلام، الظاهرة، التسول وما يتصل به من ألفاظ.

    المبحث الأول: بواعث ظاهرة التسول:

الفقر
البطالة
التفكك الأسري
الأمية

    المبحث الثاني: سمات و أساليب المتسولين

السمات الشخصية للمتسولين.
أساليب المتسولين.

    المبحث الثالث: الإسلام وتجفيف منابع التسول
     وفيه الحديث عن:

بث الوعي بالقيمة الحقيقية للمال.
بيان حقارة الدنيا وقيمة التنافس المشروع.
تربية المسلم علي عزة النفس
تعزيز الشعور بالقناعة والعفة.
الترهيب من سؤال الناس بغير حاجة.

    المبحث الرابع: طرق عملية لمكافحة التسول، وفيه:

تشجيع هذه الفئة علي العمل والإنتاج.
التكافل الاجتماعي و أثره في الحد من التسول
تفعيل الدور الإيجابي للمؤسسات الخيرية.
الخاتمة وبها نتائج البحث وتوصيات الباحث.
ثبت بمصادر البحث.
فهرس الموضوعات.

الكلمات الرئيسية