إن المتتبع لمدرسة أهل السنة والجماعة الأشعرية فيما ذكروه من مسائل وقضايا كلامية ليجد أن لها أطرا منهجية، ومعالم فكرية، ميزتهم عن باقي الفرق الكلامية، وجعلتهم في مصاف السلف الصالح الذين تربوا في مدرسة خير البرية؛ حيث دافعوا عن كل شبة تَرِد على المسائل العقدية، بطريقة جمعوا فيها بين النقل والأدلة العقلية.
وإذا كان أهل السنة والجماعة الأشعرية لم يدونوا معالم منهجهم، ويجعلوه في إطار نظري كما فعلت المعتزلة أو الشيعة الإماميّة، فهذا لا يعني أن ليس لهم منهجا، بل الأمر على العكس تماما، فمعالم منهجهم ثابتة في العلوم الإسلامية كلها، سواء أكان علم الكلام أو الحديث أو اللغة أو أصول الفقه أو غيرها من العلوم، وكلها تكفلت بحفظ وبيان منهج السادة الأشاعرة، والتي بدت مشرب الجميع من جمرة علماء الأمة، فلم يحتاجوا أن يعلنوا عنه كما فعل غيرهم، فالكل يتخذ المذهب الأشعري الوسطي دون أن يعلن عن نفسه أنه أشعري.
إن المدقق الممعن النظر يجد معالم منهج السادة الأشاعرة(أهل السنة والجماعة)كامنة فيما قالوه وكتبوه في تراثهم، عَبَّرْتُ عنها بالآتي: الأول: التأسيس العقلي. الثاني: المُمْكنُ خلقٌ لله تعالى بإرادته وقدرته بلا واسطة. الثالث: التأويل من الراسخين في العلم لضرورة بدليل. الرابع: صفات المعاني سبع قديمة قائمة بالذات وزائدة بمفهومها.
عند النظر في هذه المعالم المنهجية تجد أن السادة الأشاعرة قد تَمَيَّزوا بها عن غيرهم من الفرق الإسلامية، وإن شئتَ قلتَ: إنها علامة على مذهبهم، فارقة بينهم وبين غيرهم، وإن كانت الفروق دقيقة جدا.
If the Ash’ari doctrine did not specify its origins، as the Mu’tazilites or the Imami Shi’a did، this does not mean that they have no origins، but on the contrary their origins are steady in all Islamic sciences whether speech science، hadith، language، alfiqh origins or other sciences. All of them ensured the preservation of the assets of the Ash'ari masters، which seemed to be the drink of all of the nation's scholars، so they did not need to announce it as others did، as everyone adopts the middle Ash'ari doctrine without declaring himself an Ash'ari. The careful examiner finds the origins of the Ash’ari masters (Ahl al-Sunnah wal-Jamaa’ah) latent in what they said and wrote in their heritage، which I expressed as follows: First: the rational foundation. The second: The possible in its entirety and all of it is a creation of God Almighty with His will and power. The third: Interpretation from those firmly rooted in knowledge due to the necessity of evidence. Fourth: Attributes of meanings are seven ancient، existing in essence and superfluous in their concept. When you look at these principles، you will find that the Ash’ari masters were distinguished by them from other Islamic sects، and if you wish، you would say: It is a sign of their doctrine، distinguishing between them and others، and the differences are very subtle.
زين, وحيد محمد محمد عطية. (2024). من معالم المنهج الكلامي عند السادة الأشاعرة (دراسةٌ تحليليةٌ)... مجلة كلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية, 43(43), 3196-3306. doi: 10.21608/bfdm.2024.373018
MLA
وحيد محمد محمد عطية زين. "من معالم المنهج الكلامي عند السادة الأشاعرة (دراسةٌ تحليليةٌ)..", مجلة كلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية, 43, 43, 2024, 3196-3306. doi: 10.21608/bfdm.2024.373018
HARVARD
زين, وحيد محمد محمد عطية. (2024). 'من معالم المنهج الكلامي عند السادة الأشاعرة (دراسةٌ تحليليةٌ)..', مجلة كلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية, 43(43), pp. 3196-3306. doi: 10.21608/bfdm.2024.373018
VANCOUVER
زين, وحيد محمد محمد عطية. من معالم المنهج الكلامي عند السادة الأشاعرة (دراسةٌ تحليليةٌ)... مجلة كلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية, 2024; 43(43): 3196-3306. doi: 10.21608/bfdm.2024.373018