توجيه الإمام أحمد لألفاظ الحديث غير المرويِّ في مسندِه حديث المجدِّدين مثالا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قِسْمَ السُّنةَ وَعُلُومِهَا، كُلِّيَّةَ الشَّرِيعَةِ وَأُصُولِ الدِّينِ, جَامِعَةَ الْمَلِكِ خَالِدْ, الْمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ.

المستخلص

يعدُّ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أحد أئمة الحديث النبوي حفظًا، وفهما، وعملا وفقها، ومن ههنا كان لتوجيهه ألفاظ حديث: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها» أهميته، خاصة وأنه أحد الأئمة الفقهاء الأربعة، وقد أقام مذهبه على الحديث. ولأن المسلمين -وقد تشعبت بهم الأهواء- بحاجةٍ إلى إرساء مبدأ فهم السلف لنصوص الوحي، ولأن الإمام أحمد يعدُّ إمام أهل السنة وخاصة في باب الاعتقاد، ولأنه إنما جلى العقيدة انطلاقا من فهم السلف، وحيث إنه رحمه الله كان له توجيه لألفاظ حديث التجديد، تعيَّن العناية بتوجيهه للألفاظ المشكلة في هذا الحديث. لقد وجه الإمام أحمد لفظة «يبعث» في الحديث بالتقييض، ولفظة «دينها» بأمر دينها، ورأس السنة برأس السنة الهجرية؛ فجعل على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز، وعلى رأس الثانية شيخه الشافعي، على الرغم من اختلاف الأئمة في توجيه هذه الألفاظ؛ لتوكيد ختم النبوة بمحمد ﷺ، واحترازًا من من أن يفهم أن «تجديد الدين» يعني التبديل والتغيير.
 

الكلمات الرئيسية