الإرادةُ والأمرُ في المفهومِ الأشعري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم العقيدة والفلسفة - كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق- جامعة الأزهر - مصر

المستخلص

يُعتبرُ علمُ العقيدةِ من أبرزِ المجالاتِ في الفكرِ الإسلامي، حيث يعملُ العلماءُ على توضيحِ العلاقةِ بين أفعالِ اللهِ وأفعالِ البشر.
وقد برزَ المذهبُ الأشعريُّ بتقديمِ تصورٍ متوازنٍ يجمعُ بين الحفاظِ على تنزيهِ اللهِ وتأكيدِ مسؤوليةِ الإنسان، فيرى الأشاعرةُ أن الإرادةَ هي صفةٌ أزليةٌ غيرُ حادثةٍ تتعلقُ بذاتِ اللهِ I، وليستْ مرتبطةً بتغيرِ الأحداثِ الزمنية.
وينظرونَ إلى الإرادةِ باعتبارِها ملتصقةً بصفةِ العلم. وقد اتفقَ جمهورُهم على أن الإرادةَ تتضمنُ المحبةَ، حيث يرونَ أن الإرادةَ تعني الرضا والمحبة. وبهذا المعنى، تُعتبرُ الإرادةُ، والمحبةُ، والمشيئةُ، والرضا، والاختيارُ بأنها تعبرُ عن مفهومٍ واحد.
ولذلك، تهدفُ هذه الدراسةِ إلى تحليلِ مفهومِ الإرادةِ والأمرِ في المذهبِ الأشعري، مع توضيحِ الفرقِ بينهما وتأثيرِ ذلك على فهمِ الحريةِ الإنسانيةِ ومسؤوليةِ الفردِ في سياقِ العقيدةِ الإسلامية.
فيتناولُ هذا البحثُ مفهومَي الإرادةِ والأمرِ في الفكرِ الأشعري، حيث يسلطُ الضوءَ على التفسيرِ الأشعريِّ لهذين المفهومين في سياقِ العلاقةِ بين الإرادةِ الإلهيةِ والأمرِ الإلهي.
يبدأُ البحثُ بتوضيحِ التعريفاتِ اللغويةِ والاصطلاحيةِ للإرادةِ والأمرِ، ويعقبه تحليلٌ مفصلٌ للمفهومِ الأشعريِّ للإرادةِ والأمرِ، وكذلك مقارنةُ ذلك بمفاهيمَ أخرى في الفكرِ الكلاميِّ والفلسفيِّ الإسلامي. كما يتمُّ استعراضُ القضايا الخلافيةِ بين الأشاعرةِ والمعتزلةِ والفلاسفةِ حول هذه المفاهيم. بالإضافةِ إلى ذلك، يناقشُ البحثُ التأثيراتِ التي قد تترتبُ على تفسيرِ الأشاعرةِ للإرادةِ والأمرِ على مسألةِ القضاءِ والقدر، وينتهي البحثُ بمقارنةِ الفكرِ الأشعريِّ مع غيره من التياراتِ الكلاميةِ والفلسفيةِ، مما يعكسُ تنوعَ الآراءِ حول الإرادةِ والأمرِ الإلهي ويقدمُ رؤيةً شاملةً لهذه المسألة.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية