الاستشراق وموقفه من النقل وتمجيده لأهل البدع

- نتائج البحث: إن الاستشراق بنشأته له جذور تاريخية تمتد إلى عصر التدوين، وبالأحرى إلى عصر الترجمة في القرنين الثاني والثالث الهجري، أما مسماه العلمي فقد رافق الحملات الصليبية في القرن الأول الميلادي، وتطور شأنه حتى غدا له عدة مدارس، كل منها له أهداف تتلاءم مع التواجد الديني أو الفكري الذي يتبعه المنتسبون إليها، وكان له خصائص ووسائل ودوافع، من أهمها الدافع الديني؛ لتشويه صورة الإسلام، وتنفير الناس منه، هذا وقد وقف المستشرقون موقفاً معادياً للقرآن؛ فأنكروه، وجاءت كتاباتهم كلها على نسق واحد وهو أنه من كتابة الرسول (r)، وليس من وحي إلهي، وفي هذا زعزعة في صحة القرآن ومصدره. وهم بذلك لم يأتوا بجديد بل كرروا ما قاله مشركو مكة قبلهم بمئات السنين. بل وزادوا عليه أن الرسول (r) اعتمد على التوراة والإنجيل في وضع القرآن، ثم توجهت أقلام المستشرقين بعد ذلك للتشكيك في الحديث النبوي، ورائدا هذا المجال: جولد تسيهر وفينسك، على الرغم من أن جمهور العلماء لم يتركوا الأحاديث دون تمحيص وتدقيق حتى يعرفوا الصحيح منها، والمنسوب إلى الرسول (r) دون سند، وعليه قام علم الجرح والتعديل. كما حاول المستشرقون الطعن في عقيدة التوحيد الصحيحة، وذلك بمحاولة إظهارها متناقضة وناقصة ومضللة وإبراز الانحرافات والخرافات والبدع المخالفة لها عند الفرق الباطلة دون بيان لها. و مجدوا أهل الضلال والبدع، محاولة منهم لتشويه التاريخ الإسلامي؛ فاهتموا بالطوائف الضالة كالمعتزلة، وسائر فرق الباطنية على أنها مرحلة من مراحل الفكر الحر، ويظهر ذلك عند النظر فيما كُتب في دائرة المعارف عن هؤلاء المبتدعة وما كتب عن أئمة أهل السنة المحققين. ومن الأهمية بمكان معرفة أهم الطرق التي نستطيع منها مواجهة هذا الكم الهائل من الدراسات الاستشراقية التي تخطت كثيراً من الحدود، واتخذت أشكالاً عدة، ومن أهم هذه الطرق: التعمق في فهم العقيدة والشريعة الإسلامية، والدراسة العلمية المتعمقة للاستشراق، وغيرها.
- أهم التوصيات: إنشاء موسوعة بعدة لغات؛ للرد على المستشرقين وشبهاتهم حول القرآن والسنة النبوية، بأدلة علمية رصينة، تأتي على تلك الشبه من القواعد، والقيام بإعداد دائرة معارف إسلامية جديدة، يقوم على إصدارها نخبة من أعلام الفكر الإسلامي وأساتذة الجامعات الإسلامية العتيقة، كأم القرى، وجامعة الإمام محمد بن سعود والجامعة الإسلامية بالمدينة المنور، والأزهر، وغيرهم؛ لنقل وجهة النظر الإسلامية في شتى فروع الدراسات الإسلامية والعربية إلى المسلمين وغير المسلمين على السواء، وإقامة جهاز عالمي للدعوة الإسلامية، يدعو للإسلام من ناحية، ويرعى المسلمين الجدد من ناحية أخرى، ويحمي المسلمين بالوارثة من ناحية ثالثة، مع القيام بإصدار سلسة كتب إسلامية باللغات العالمية الحية.