مُشْكِلَةُ الشَّرِّ فيِ الْفَلْسَفَةِ الإِلحَادِيّةِ (رِيتْشَارد دُوكنز أُنْمُوذَجًا ) دِرَاسَةٌ تَحليليّةٌ نَقْدِيّةٌ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم العقيدة والفلسفة - كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق - جامعة الأزهر

10.21608/bfdm.2023.453828

المستخلص

تُعدّ مشكلة الشرّ من أكثر المشكلات التي تعرّض لها الفكر الفلسفي قديما وحديثا، وتبدو عنده من أهم التحديات التي تتصل بعملية الاعتقاد بوجود ذات مسيطرة وخالقة ومُريدة لهذا العالم من عدمه، وإن شئتَ قلتَ: هي المشكلة التي تقابل كل أشكال الإيمان الديني، فليس لها اقتصار على إيمان دون آخر، وليس هذا من باب الترف الفكري، بل للمنطق الذي طُرحت به المشكلة على عقول هؤلاء الفلاسفة، في حين أنها كانت مسبوقة بفرضيات عندهم، وهي: الله موجود بقدرة مطلقة وعلم لا حدود له وخيرية لازمة لوجوده، وبناء عليه: فمنطقهم كيف يُوجَد الإله بهذه الصفات ولم يمنع وقوع هذا الشر الموجود في العالم؟ أليس وقوع الشر في وجود هذا الإله مع القدرة على منعه وخيرته عجز وظلم منه؟ إذًا: ما دام الشر واقعا بهذا الشكل فلا يوجَد إله.
   يأت دوكنز فيجعل من الشرّ عمادًا للإلحاد المقابل لكل أشكال الإيمان الديني؛ حيث كرّر أسئلة أبيقور بشكل مختلف، ليعلن أمرين هامّين:
   الأول: ضرورة الاقتران بين الإلحاد ومواقف الشر الواضحة في الكون بمشتملاته.
   الثاني: المقدمات التي صدّق بها أصحاب الإيمان التقليدي يلزم فيها وعنها تناقضا، وهو إما القول بوجود الإله وعدم وجود الشر، أو وجود الشر وعدم وجود الإله.
   والمتأمل فيما ذكره دوكنز يجد أنه اعتمد على قاعدتين منطقيتين: قاعدة اللزوم وقاعدة التناقض؛ ليثبت أنه لا إله، وأن الإلحاد هو توجه عقائدي كالدين.
 لكنْ: بالمناقشة النقدية المُتّزنة يتبين أن التطبيق المنطقي للقاعتين ليس على ناحية منهجية صحيحة؛ لذا: كان التوصل للتالي:
   أنّ مشكلة الشر عند ريتشارد دوكنز وغيره ممن هو على شاكلته في الفكر الإلحادي لا تُشكل حجةً منطقيّةً أو ترجيحيّةً في نفي وجود الله تعالى، كذلك التأكيد على القول ويقين الاعتقاد بإمكان وجود الشرّ مع وجود الله تعالى الثابت له صفة القدرة والخيريّة وغير ذلك من صفات الكمال.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية