تجديد الخطاب الدعوي (عوائقه- دوافعه - ضوابطه)

إن تجديد الخطاب الدعوى ضرورة ملحة، يفرضها الدين نفسه ذلك؛ لأن الإسلام هو الدين الخاتم، كما يفرضها الواقع الدعوي المتسع ولكن تجديد الخطاب الدعوي تعترضه جملة من العوائق تحول بينه وبين أن يتبوأ مكانته اللائقة به، وهذه العوائق منها عوائق تتعلق بفهم الوحي قرآنا وسنة والعلوم الخادمة لهما.
   ومنها عوائق متعلقة بالواقع الدعوي ومن أهمهما التصور الجزئي للواقع الدعوي، واستصحاب العلل الثقافية التي كانت سائدة في عصور مضت.
   وأما عن دوافع تجديد الخطاب الدعوي فهي كثيرة جدًا منها إعمال العقل، والتطور المستمر للحياة، وتعدد وتجدد الحاجات التي يحتاجها الإنسان، إلى غير ذلك من الدوافع.
وأما عن ضوابط تجديد الخطاب الدعوي فهو بيت القصيد من هذا البحث حتى تتم عملية التجديد في إطارها الصحيح، ومن ثم فإن اعتماد المرجعية الإسلامية في نصوصها المقدسة قرآنا وسنة هو قطب الرحى في عملية التجديد، فلا يتوهمن متوهم أن عملية التجديد من الممكن أن تتم بعيدا عن روح الإسلام ونوره، وأصول الإسلام وفروعه مفهوما في لغته العربية التي تنزل بها من عند المولى عز وجل في إطار من القواعد الأصولية المستقرة لأنها قواعد قطعية؛ فلا يمكن الخروج عليها بحال، ولا ننسى في هذا المقام أن نلقى باللائمة على الذين جعلوا القرآن عضين يؤمنون ببعضه وينكرون بعضه الآخر، ولذا فلا بد من المرجعية الموضوعية مع اعتبار الواقع حتى تتنزل نصوص الوحي في منازلها الصحيحة؛ فلا يكون ثمة تنافر  متوهم بين الوحي والواقع وبهذا تنهض عملية تجديد الخطاب الدعوي على أسس راسخة، وأصول قاطعة.