الأحاديث التي حکم أبو داود في کتابه "السنن" بتفرد أهل بلد بها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مشارک بقسم الدراسات الإسلامية - کلية العلوم والدراسات الإنسانية بالقويعية - جامعة شقراء - المملکة العربية السعودية

المستخلص

مستخلص البحث:
 
     عُني الإمام أبو داود السجستاني في کتابه "السنن" بالحکمِ على کثير من الأحاديث؛ ومن ذلک العناية بذکر الأحاديث التي تفرَّد بها أهل بلد من البلدان دون غيرهم، وهذا البحث يهتمُّ بجمعِ تلک الأحاديث التي تندرج تحت الصفة المذکورة، وتخريجها، ثمَّ دراسة حکمِ أبي داود عليها، وتلک العناية من أبي داود تدلُّ على رسوخه في علمِ الحديث؛ إذ إن غالب أحاديث الدراسة تؤيِّد ما حکم به أبو داود عليها من تفرُّد أهل بلد بها، وفي بعض الأحيان قد يظهر جليًّا أن الصواب بخلافِ ما ذکرَ أبو داود مما يدلُّ على خطأ من دونه في نقل حکمه، وقد بلغت الأحاديث ثلاثة عشر حديثًا منها ستة أحاديث حکم بتفرُّد أهل البصرة بها، وثلاثة أحاديث حکم بتفرُّد أهل مصر بها، وحديثان حکم بتفرُّد أهل المدينة بها، وحديث واحد حکم بتفرُّد أهل اليمامة به، وحديثٌ واحدٌ أيضًا حکم بتفرُّد أهل الشام به، هذا بالإضافة إلى فوائد أخرى تجدُها في ثنايا البحث ومقدمته وخاتمته.
 
 
 
 
 
In the name of Allah, the Merciful, the Compassionate
 
Hadiths (Prophetic Sayings) Judged by Abu Dawood in his book “Al-Sunan” with Its Singularity of Country People Over Others
 
Prepared by:
 
Dr. Abdullah bin Abdul-Hadi Al-Qahtani, Shaqra University
Associate Professor in Department of Islamic Studies College of Science and Humanities in Alqawayeia, Shaqra University
Abstract
 
In his book “Al-Sunan”, Imam Abu Dawood Al-Sijistani has paid a great deal of attention to track many Hadiths and apart of this attention was mentioning the Hadiths that characterized by Singularity of country people over others. The main objective of this research is to collect these Hadiths that fall under the abovementioned category, Takhrij (tracking the Hadith), then studying Abu Dawood’s judgement on it. Abu Dawood’s attention indicates his deep-rootedness in Hadith science; as most of the Hadiths in current study support Abu Dawood’s judgement on the singularity of these Hadiths, and in some other cases it was clear enough that the right judgements are other than those stated by Abu Dawood which indicate the fault of the followers to transfer Abu Dawood’s judgement. The number of Hadiths was thirteen; singularity of Basra people with six Hadiths, singularity of Egypt people with three Hadiths, singularity of Medina people with two Hadiths, singularity of the Levant people with one Hadith, and the people of Al-Yamama with one Hadith, in addition the other benefits that can be found within the introduction and conclusion of the research.    

مقدمة

الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام على أشرف الأنبیاء والمرسلین نبینا محمد وآله وصحبه أما بعد:

     فإن الأفراد من الأحادیث من أهم علومِ الحدیث التی عُنی بها علماء الحدیث، وأولوها العنایة التی تلیق بها؛ لما لها من ارتباط وثیقٍ بردِّ الحدیث أو قبوله. وبالنظرِ فی تطبیقات الأئمة فی قبولهم الأحادیث أو ردها یلحظ الدارس ما یدلُّ على العنایة ببیان التفرُّد، وموقفهم منه.

     وأبو داود السجستانی من أولئک العلماء الذین عُنوا بمسألة التفرُّد، بل وألَّف فیها مؤلَّفًا هو کتاب: "التفرُّد فی السنن" - ستأتی الإشارة إلیه- وهو فی عداد الکتب المفقودة وإلا کان مکمِّلاً لما نحن بصدده فی هذا البحث.

     وقد حکم أبو داود فی کتابه "السنن" على عدد من الأحادیث بتفرُّد أهل مصرٍ من الأمصار بها، وهذه الأحکام من أبی داود على الأحادیث سواءً فی مسألة التفرُّد أو غیرها مما یتمیَّز کتابه.

     وموضوع هذا البحث هو: الأحادیث التی حکم أبو داود فی کتابه "السنن" بتفرد أهل بلد بها، وعسى أن یکون فیه شیءٌ مما یسهم فی خدمة هذا الکتاب الجلیل الذی أثنى علیه العلماءُ وأفادوا منه على مرِّ العصور.

  أولاً: أهمیة البحث:

1-  تعلُّق هذا البحث بکتابٍ من أهم کتب السنة النبویة هو "سنن أبی داود".

2-  أبو داود من العلماء المبرِّزین الذی یؤخذ بأحکامه على الأحادیث فمن المهمِّ معرفة أقواله فی موضوع البحث.

3-  تعلَّق البحث بقضیة التفرُّد وهی قضیة من کِبار القضایا التی یهتم بها العلماء لمعرفة مدى تأثیر هذا التفرُّد على الأحادیث.

ثانیًا: أهداف البحث:

1-  جمع الأحادیث التی حکم أبو داود السجستانی فی کتابه "السنن" بتفرُّد أهل بلد بها وتخریجها.

2-  دراسة حکم أبی داود بالتفرُّد على تلک الأحادیث.

3-  بیان معنى التفرُّد وأقسامه، والتعریف بکتاب التفرُّد لأبی داود.

 

ثالثًا: الدراسات السابقة:

     لم أقف على دراسة عُنیت بما عُنی به هذا البحث، وإن کانت هناک بعض المحاولات على بعض مواقع الشبکة العنکبوتیة لجمع الأحادیث جمعًا فقط دون تفصیلٍ فی الدراسة.

 

رابعًا: حدود البحث:

عُنی البحث بجمع ما فی سنن أبی داود من أحادیث حکم فیها هو بنفسه بتفرُّد أهل بلد بها.

 

خامسًا: منهج البحث:

المنهح الاستقرائی الاستنباطی

 

سادسًا: إجراءات البحث:

     قمت بجمع الأحادیث التی حکم علیها أبو داود بتفرُّد أهل بلد بها، ثم تخریجها، ودراسة حکم أبی داود علیها بالتفرُّد، وأعرضت عن ذکر ما حکم علیه غیر أبی داود([1])، وسبق ذلک تعریف بأبی داود وبکتابه فی التفرُّد، وبیانٌ لمعنى التفرُّد، وأقسامه.

سابعًا: خطة البحث:

    قسمت البحث إلى مقدمة، وثلاثة مباحث:

المقدمة وتضمنت أهمیة البحث، وأهدافه، والدراسات السابقة، وحدود البحث، ومنهجه، وإجراءاته.

  • · المبحث الأول: التعریف بأبی داود، وکتابه التفرد.
  • · المبحث الثانی: معنى التفرد وأقسامه، والمؤلفات فی الأفراد.
  • · المبحث الثالث: دراسة الأحادیث التی حکم أبو داود بتفرد أهل جهة بها.


المبحث الأول

التعریف بأبی داود، وکتابه التفرُّد.

 

المطلب الأول: التعریف بأبی داود:

اسمه ونسبه ومولده:

     أبو داود: سُلیمانُ بن الأشعثِ بن إسحاقَ بن بشیرِ بن شدادِ بن عمرو     بن عِمران الأزدیُّ السِّجستانیُّ، وقیل: سلیمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر، ذکر ذلک ابن أبی حاتم، ونقله عن الذهبی، وقال محمد بن عبدالعزیز الهاشمی: سلیمان بن الأشعث بن بشر بن شداد([2]).

    والأزدیُّ نسبة إلى: الأزد بن الغوث بن مالک بن زید بن کهلان بن سبأ بن یشجب بن یعرب بن قحطان([3]).

     فهو على هذا عربیٌّ من قبیلة الأزد الیمانیة.

     والسجستانی نسبة إلى سجستان وهی إحدى البلدان المعروفة بکابل([4])، وتمتد لتشمل أجزاء من شرق إیران، ویدخل فیها عدد من الأنهار مثل نهر هلمند وغیره([5]).

     قال أبو عبید الآجری: (سمعته یقول ولدت سنة اثنتین ومائتین وصلیت على عفان ببغداد سنة عشرین)([6]).

  طلبه للعلم:

     کانت ولادة أبی داود فی القرن الثالث للهجرة وهو قرن زاخرٌ بالأفذاذ من العلماءِ الذین کان لهم الأثرُ البارز فی نشر العلومِ المختلفة، لا سیما منها علوم الحدیث التی انتشرت فی الآفاق، وهیَّأ الله تعالى لها أولئک الصفوة الذین قطعوا الفجاج لطلب الحدیث، وتحصیل العلم، ونشره فی الناس.

    وبالنسبة لأبی داود فإن قوله المتقدم: (.. وصلیت على عفان ببغداد سنة عشرین)، وقوله أیضًا: (دخلت الکوفة سنة إحدى وعشرین فلم اکتب عن مخول ابن إبراهیم النهدی، ومضیت مع عمر بن حفص بن غیاث إلى منزله فلم یقض السماع منه)([7]) دلیلٌ على أنه رحل مبکرًا فی طلب الحدیثِ، إذ لم یتجاوز الثامنة عشرة من عمره فی رحلته الأولى.

    قال الخطیب البغدادی: (أحد من رحل وطوف وجمع وصنف وکتب عن العراقیین والخراسانیین والشامیین والمصریین والجزریین)([8]).

     وقد ذکر الذهبی جملة من البلدان التی سمع بها: منها البصرة، ومکة، والکوفة، وحلب ، وحرَّان، وحمص، ودمشق، وخراسان، وبغداد، وبلخ، ومصر([9]).

     قال ابن نقطة: (وطاف البلاد وصنف الکتب وکان إماما من أئمة أهل النقل)([10]).

     ولعلَّ مؤلَّفات أبی داود البدیعة – وأهمها کتاب السنن- من دلائلِ نبوغه العلمیِّ، وتمیُّزه الذی استفادت منه الأمة قرونًا متطاولة، فقد جمع الله له بین حفظ الحدیث النبوی، وبین التفقُّه فی الکتاب والسنة حتى صُنِّف من المجتهدین.

قال شیخ الإسلام بن تیمیة: (أما البخاری وأبو داود فإمامان فی الفقه من أهل الاجتهاد) ([11]).

     وقال إبراهیم الحربی: (ألین لأبی داود الحدیث کما ألین لداود الحدید) ([12]).

  شیوخه وتلامیذه:

     تتلمذ أبو داود على کبار المحدِّثین فی زمنه ومن أبرزهم:

1-  الإمام المبجل أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشیبانی (ت241هـ)، وقد روى عنه فی السنن، وروى عنه أحمد حدیث أبی العشراء الدارمی فی العتیرة([13]).

2-  یحیى بن معین بن عون بن زیاد المری الغطفانی البغدادی، مولى غطفان (ت233هـ)، وقد روى عنه فی أکثر من عشرین موضعًا من السنن، ونقل شیئًا من کلامه على الأحادیث والرجال.

    قال المزی فی ترجمة أبی داود: (وعنه وعن أحمد بن حنبل أخذ علم الحدیث)([14]).

3-  مُسدَّدُ بن مُسرهَد بن مُسرْبل الأسدیِّ البصریِّ (ت238هـ)، وقد أکثر من الروایة عنه، وذکر بعض المترجمین أن أحادیثه عنه بلغت واحدًا وأربعین وخمس مائة حدیث([15]).

4-  قُتیبة بن سعید بن جَمیل بن طَریف الثقفی مولاهم البلخی (ت240هـ)، وروى عنه أکثر من مائة وثمانین حدیثًا([16]).

     کما تتلمذ على أبی داود وأخذ عنه کثیرٌ من أهل العلمِ المبرِّزین ومنهم:

1-  أحمد بن شعیب بن علی بن سنان بن بحر النَّسائی القاضی (ت303هـ)، روى عن أبی داود فی کتابه الکنى،  وسماه باسمه، وروى النسائی فی سننه عن أبی داود مکنى، ورجح الحافظان المزی والذهبی أنه السجستانی([17]).

2-  محمد بن عیسى بن سَورة الترمذی (ت279هـ) صاحب "الجامع".

3-  زکریا بن یحیى بن عبدالرحمن الساجی (ت307هـ).

4-  ابنه أبو بکر عبدالله بن سلیمان بن الأشعث السجستانی (ت316هـ).

 

مؤلفاته:

     تقدَّم أن من أبرز دلائل نبوغِ أبی داود هی مؤلفاته، ومن أهم تلک المؤلفات.

1-  السنن: وجمع فیه حوالی ثمانمائة وأربعة آلاف حدیث.

2-  المراسیل: وأورد فیه أربعة وأربعون وخمسمائة حدیث مرسل، ورتبها على الأبواب الفقهیة.

3-  رسالة أبی داود إلى أهل مکة فی وصف سننه، وقد بیَّن فیها منهجه فی تألیف کتاب السنن.

4-  التفرُّد فی السنن: وقد ذکره القاضی عیاض فی "الغنیة"، وابن خیر الإشبیلی فی "الفهرست" فیما رویاه عن بعض شیوخهما، وکلاهما رواه من طریق ابن داسه، عن أبی داود([18]).

 

  وفاته:

توفی أبو داود فی البصرة لأربع عشرة لیلة بقیت من شهر شوال سنة خمس وسبعین ومئتین بالبصرة (~) رحمة واسعة([19]).

 


المبحث الثانی

معنى التفرد وأقسامه، والمؤلفات فی الأفراد

     هذا المبحث یعد بمثابة المدخل الذی یوضح معنى التفرُّد وأنواعه، وأهم المؤلفات فیه.

     وإن کان بعض الباحثین المعاصرین حین درس التفرُّد درس تعریف الفرد وما یتعلق به، ثم العلاقة بینه وبین الغریب، وبین الشاذ، والمنکر، وزیادة الثقة لأهمیة أنواع الحدیث تلک وعلاقتها بالتفرُّد([20]).

     والذی یجعل الباحث یجیل الفِکر فی هذه الأنواع هو خطورة قضیة التفرُّد؛ فکم رُدَّ من حدیث، وتطرَّق الضعفُ إلى راوٍ بسبب التفرُّد، وقد تظافرت الأقوال النظریة، والأحکام التطبیقیة بردِّ کثیر من التفرُّدات، وعدم الاعتداد بها وربما کان رواتها من الثقات؛ قال أبو داود: (والأحادیث التی وضعتها فی "السنن" أکثرها مشاهیر، وهی عند کل من کتب شیئًا من الأحادیث، إلا أن تمییزها لا یقدر علیه کل الناس، والفخر بها: أنها کلها مشاهیر، فإنه لایحتج بحدیث غریب، ولو کان من روایة مالک ویحیى بن سعید والثقات من أئمة العلم) ([21]).

     وقال الذهبی: (وقد یَتوقَّفُ کثیرٌ من النقَّاد فی إطلاق "الغرابة" مع "الصحة" فی حدیثِ أتباعِ الثقات. وقد یُوجَدُ بعضُ ذلک فی الصحاح دون بعض، وقد یُسمِّی جماعةٌ من الحفاظ الحدیثَ الذی ینفرد به مثلُ هُشَیْم وحفص بن غِیاثٍ: (منکراً). فإن کان المنفردُ مِن طبقة مشیخة الأئمة، أطلقوا النکارةَ عَلَى ما انفردَ به مثلُ عثمان بن أبی شیبة، وأبی سَلَمة التَّبُوذَکِیّ، وقالوا: "هذا منکر")([22]).

     وهذا البحث لیس مختصًا ببیان الأحکام التفصیلیة للتفرُّد، ولا للاستکثار من الأمثلة التطبیقیة فی هذا الباب فلذلک أبحاثه التی تخصُّه -وقد تقدم ذکر بعضها- بل یختص بجمع ودراسة أحادیث حکم أبوداود بتفرُّد أهل مصرٍ من الأمصارِ بها، وهذا أحد نوعی التفرُّد التی ستأتی الإشارة إلیها إن شاء الله، مع إشارة إلى بعض القضایا المتعلقة بالتفرد.

 

المطلب الأول: تعریف التفرُّد وأقسامه:

أولاً: تعریف التفرُّد لغة واصطلاحًا:

1- التفرُّد لغة:

یدورُ معنى التفرُّد فی اللغة على الانفراد والوحدة، ومن ذلک قول الله تعالـى: ﭽ               ﭼ (الأنبیاء: ٨٩).

     قال الطاهر بن عاشور: (وأطلق الفرد على من لا ولد له تشبیها له بالمنفرد الذی لا قرین له)([23]).

    وقال الخلیل بن أحمد: (الفرد ما کان وحده)([24])، وقال ابن منظور: (الفرد: الذی لا نظیر له)([25]).

2- التفرُّد اصطلاحًا:

     تطرقت کتب المصطلح لتعریف "الفرد"، وتکرر فی کلامِ الأئمة والعلماء تعریفه. وأما مصطلح "التفرد" فإن التعبیر به شائعٌ ذائعٌ فی التطبیقات العملیة؛ فهم ینصُّون على وجود التفرُّد، ویستعملونه لإعلال بعض الأحادیث، ویفرِّقون بین تفرد وآخر، ولکن تعریفه بتعریف جامع مانع على ما تقتضیه صناعة الحدود والتعریفات لم یتیسر الوقوف علیه سوى عند بعض المتأخرین وربما کان السبب الحامل للأئمة والعلماء المتقدمین على عدم إیجاد تعریف له؛ "وضوحه عندهم"([26]).

     ولذلک فإنی أنقل تعریفًا واحدًا مکتفیًا به للدلالة على معنى "التفرد" وهو: (ما یأتی([27]) من طریق راوٍ واحد دون أن یشرکه غیره من الرواة سواء کان بأصل الحدیث أو بجزء منه مع المخالفة أو دونها، بزیادة فیه أو بدون زیادة، فی المتن أو السند، ثقة ضابطًا کان الراوی أو دون ذلک)([28]).

 

ثانیًا: أقسام التفرد:

     والأئمة والعلماء المتقدمین وإن کانوا لم یعتنوا بتحدید تعریف جامع مانعٍ للتفرد - وإن کانوا استعملوه فی التطبیقات العملیة- لکنهم عنوا بذکر أقسام الفرد، فإنه عندهم ینقسم إلى قسمین رئیسین هما:

1-    الفرد المطلق وهو: ما ینفرد به واحدٌ عن کل أحد([29]).

     وعلى رأی ابن حجر ینقسم الفرد المطلق إلى قسمین أحدهما: تفرد شخص من الرواة بالحدیث، والثانی: تفرد أهل البلد بالحدیث دون غیرهم([30])، ولعلَّ ما نحن بصددِ جمعه یمکن أن یدخل فی هذا القسم على رأی ابن حجر.

2-  الفرد النسبی وهو: ما یقع فیه التفرد بالنسبة إلى جهة خاصة أیًّا کانت تلک الجهة([31]).

     وبعض الباحثین یرى انقسام التفرُّد إلى أکثر من ذلک على اعتبارات عدة منها: أقسامه من حیث التفرد بأصل الحدیث والروایة أو بجزء منه، وأقسامه من حیث قبول التفرُّد أو ردِّه، وأقسامه من حیث حال الراوی المنفرد، وأقسامه من حیث وجود المخالفة فی التفرد وعدم وجودها([32])، ولعل منشأ هذا التقسیم عند من قسَّمه راجعٌ إلى استقراء کلام العلماء عندما یتطرقون إلى الحدیث عن  الأفراد؛ فإنک تجد ابن کثیر مثلاً حین تکلم عن النوع السابع عشر من علوم الحدیث وهو: "الأفراد" قال: (وهو أقسام: تارة ینفرد به الراوی عن شیخه، کما تقدم، أو ینفرد به عن أهل قطر، کما یقال: تفرد به أهل الشام أو العراق أو الحجاز أو نحو ذلک، وقد یتفرد به واحد منهم فیجتمع فیه الوصفان)([33]).

     وفی الحقیقة أن تلک الأقسام ترجع إلى القسمین السابقین، وهو ما یدلُّ علیه کلام ابن کثیر دلالة واضحة.

 

     هذا من الناحیة النظریة فی کتب المصطلح، أما من الناحیة التطبیقیة فإن بعض الباحثین حین استقرأ مصطلح التفرُّد تبیَّن له أن العلماء قد استعملوه فی المعانی التالیة:

    أولاً: التفرُّد المطلق بأصل الحدیث.

    ثانیًا: التفرُّد الواقع فی السند أیًّا کان موقع هذا التفرد، ومنه ما یتفرد به الراوی عن شیخ معین ولا یروی عنه غیره، وقد یعرف هذا الشیخ أو یکون مجهولاً.

    ثالثًا: أن ینفرد الراوی بزیادة فی سند الحدیث أو متنه، وسیأتی إن شاء الله مثالٌ على هذا مما حکم أبو داود بتفرُّد بعض الرواة بشیء من متنه.

    رابعًا: مخالفة الراوی لغیره من الرواة سواء فی المتن أو السند، سماها المحدثون تفردا إذا لم یتابعه غیره من الرواة، وقد یطلقون التفرد على المخالفة وإن تابعه غیره لضعف تلک المتابعة أو تیقن خطئها أو وهم الراوی فیها.

    خامسًا: تفرد أهل بلد بروایة حدیث، ولا یعرف الحدیث إلا من رواة ذلک البلد، وهذا هو الذی موضوع البحث الذی بین أیدینا.

    سادسًا: التفرد بنسخة من السند بأن لایروی بهذا السند غیر هذا الراوی([34]).

 


المطلب الثانی: المؤلفات فی الأفراد والتفرُّد:

1-  التفرُّد فی السنن، لأبی داود: سلیمان بن الأشعث السجستانی، وموضوعه تفرُّد أهل الأمصار بالسنن([35]). والکتاب مفقود، وقد نقل عنه المزی فی تحفة الأشراف؛ ومن ذلک قوله: (... قال أبو داود فی کتاب "التفرد": لم یتابع أحد محمد بن ثابت فی هذه القصة على ضربتین عن النبیّ (e)،  ورووه فعل ابن عمر. قال: وروى أیوب ومالک وعُبَید الله وقیس بن سعد ویونس الأیلی وابن أبی رواد، عن نافع، عن ابن عمر: أنه تیمم ضربتین للوجه والیدین إلى الموفقین. قال أبوداود: جعلوه فعل ابن عمر. قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل یقول: روى محمد بن ثابت حدیثًا منکرًا فی التیمم)([36]).

     ونقل منه ابن حجر فی "تهذیب التهذیب"([37]).

2-  "المفارید عن رسول الله (e)" لأبی یعلى: أحمد بن علی الموصلی، وهو مطبوع.

3-  "الغرائب والأفراد" لأبی الحسن: علی بن عمر الدارقطنی، ولم یطبع الکتاب، لکن طبع ترتیب أبی الفضل ابن طاهر له حیث أسماه: "أطراف الغرائب والأفراد"([38]).

 


المبحث الثالث

دراسة الأحادیث التی حکم أبو داود فی "سننه" بتفرد أهل جهة بها

 

  الحدیث الأول: قال أبو داود: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ السُّلَمِیُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ، حَدَّثَنَا ثَوْرٌ، عَنْ یَزِیدَ ابْنِ شُرَیْحٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبی حَیٍّ الْمُؤَذِّنِ، عَنْ أَبِى هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ (e) قَالَ: «لاَ یَحِلُّ لِرَجُلٍ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الآخِرِ أَنْ یُصَلِّیَ وَهُوَ حَقِنٌ حَتَّى یَتَخَفَّفَ». ثُمَّ سَاقَ نَحْوَهُ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ قَالَ: «وَلاَ یَحِلُّ لِرَجُلٍ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الآخِرِ أَنْ یَؤُمَّ قَوْمًا إِلاَّ بِإِذْنِهِمْ، وَلاَ یَخْتَصَّ نَفْسَهُ بِدَعْوَةٍ دُونَهُمْ فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ: (هَذَا مِنْ سُنَنِ أَهْلِ الشَّامِ لَمْ یَشْرَکْهُمْ فِیهَا أَحَدٌ).    

  تخریج الحدیث:

    الحدیث مداره على یزید بن شریح واختلف عنه على ثلاثة أوجه:

    الوجه الأول: روی عن یزید بن شریح، عن أبی حی المؤذن، عن ثوبان.

أخرجه أحمد فی "المسند" (37/96ح22415)، وأبو داود فی "سننه"، کتاب الطهارة، باب أیصلی الرجل وهو حاقن (ح90)، والترمذی فی "جامعه"، کتاب الصلاة، باب کراهیة أن یخص الإمام نسه بالدعاء (ح357) من طریق إسماعیل بن عیاش.

     وأخرجه ابن ماجه فی "سننه"، کتاب إقامة الصلاة، باب لا یخص الإمام نفسه بالدعاء (ح913)، والبزار فی "مسنده" (10/116ح4180)، والفسوی فی "المعرفة والتاریخ" (2/205) من طریق بقیة بن الولید.

     کلاهما (إسماعیل بن عیاش، وبقیة بن الولید) عن حبیب بن صالح.

     والبخاری فی "الأدب المفرد" (ص375 ح 1093) من طریق محمد      بن الولید.

     کلاهما (حبیب بن صالح، ومحمد بن الولید) عن یزید بن شریح، عن أبی حی المؤذن، عن ثوبان.

  الوجه الثانی: روی عن یزید بن شریح، عن أبی حی المؤذن، عن أبی هریرة.

     أخرجه أبو داود فی "سننه"، فی الموضع السابق (ح91)، والبیهقی فی "السنن الکبرى" (3/129).

کلاهما من طریق ثور بن یزید، عن یزید بن شریح، عن أبی حی، عن أبی هریرة به.

     على أنه یشار هنا إلى وجود بعض الاختلاف فی متن الحدیث یوضحه ما ذکره السهارنفوری بقوله: (... فالجملة الثانیة منها([39]) وهی قوله: "لا یحل لرجل یؤمن بالله والیوم الآخر أن یؤم. . إلخ" لیس فی حدیث حبیب بن صالح، وفی حدیث حبیب بن صالح جملة لیست فی حدیث ثور، وهی قوله: "لا ینظر فی قعر بیت. . إلخ"، ففی الحدیثین اختلاف باعتبار الألفاظ من التقدیم والتأخیر والزیادة والنقصان)([40]).

    الوجه الثالث: روی عن یزید بن شریح، عن أبی أمامة.

     أخرجه أحمد فی "المسند" (21/472 ح 22152)، وأحمد بن منیع فی "مسنده" –کما فی إتحاف الخیرة المهرة (2/87 ح 1090)، والطبرانی فی "المعجم الکبیر" (8/105ح7507)، وابن عساکر فی "تاریخ دمشق" (65/235).

جمیعهم من طریق معاویة بن صالح، عن السفر بن نسیر، عن یزید بن شریح، عن أبی أمامة به.

     قال الترمذی بعد إخراج الحدیث: (وقد روی هذا الحدیث عن معاویة بن صالح، عن السفر بن نسیر، عن یزید بن شریح، عن أمامة، عن النبی (e)، وروی هذا الحدیث عن یزید بن شریح عن أبی هریرة عن النبی (e). وکأن حدیث یزید بن شریح عن أبی حی المؤذن عن ثوبان فی هذا أجود إسنادًا وأشهر).

  دراسة حکم أبی داود:

     یرى أبو داود أن الحدیث من سنن أهل الشام التی لم یشرکهم فیها أحد وبالنظر فی حدیثی ثوبان وأبی هریرة یتبین لنا أن مدارهما على یزید بن شریح الحمصیُّ، عن أبی حی: شداد بن حیٍّ الحمصی المؤذن وکلاهما شامیُّ([41]).

     وبالنظر أیضًا فیمن دون یزید بن شریح فإنه قد روى عنه حدیث ثوبان کل من: حبیب بن صالح الطائی الحمصی([42])، ومحمد بن الولید الحمصی([43]).

    ورواه عن حبیب بن صالح: إسماعیل بن عیاش، وبقیة بن الولید وهما حمصیَّان أیضًا([44]).


    ورواه عن بقیة: محمد بن المصَّفى الحمصی([45]).

    وروى حدیث إسماعیل بن عیاش: الحکم بن نافع وهو حمصی([46])، ومحمد بن عیسى بن القاسم دمشقی([47])، وعلی بن حجر السعدیُّ وهو عراقیٌّ ثم سکن مرو([48]).

     ویتبین أن إسناد أبی داود- أی فی حدیث ثوبان- جمیعهم شامیُّون- وکذلک جمیع رواة حدیث ثوبان شامیون عدا علی بن حجر –عند الترمذی-

    وروى عنه حدیث أبی هریرة: ثور بن یزید الحمصی([49]).

     وأما حدیث أبی أمامة فرواه عن یزید بن شریح: السفر بن نسیر: وهو حمصیٌّ([50]).

    ویتبین أن مدار الحدیث على الشامیین؛ إذ تفردوا به تفردًا مطلقًا من أصل السند.

الحدیث الثانی: قال أبو داود:

      حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِى شُعَیْبٍ الْحَرَّانِىُّ قَالاَ: حَدَّثَنَا وَکِیعٌ، حَدَّثَنَا دَلْهَمُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ حُجَیْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ بُرَیْدَةَ، عَنْ أَبِیهِ أَنَّ النَّجَاشِىَّ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (e) خُفَّیْنِ أَسْوَدَیْنِ سَاذَجَیْنِ فَلَبِسَهُمَا ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَیْهِمَا. قَالَ مُسَدَّدٌ: عَنْ دَلْهَمِ بْنِ صَالِحٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: (هَذَا مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ).

  تخریج الحدیث:

     أخرجه أحمد فی "المسند" (38/83 ح 22981)، ومن طریقه المزی فی "تهذیب الکمال" (5/482)، أبو داود فی "سننه"، کتاب الطهارة، باب المسح على الخفین (ح 155)، وابن ماجه فی "السنن"، کتاب الطهارة، باب ما جاء فی المسح على الخفین (1/182 ح 549)، والترمذی فی "جامعه"، کتاب الأدب، باب ما جاء فی الخف الأسود (5/124 ح 2820)، والبزار فی "مسنده" (2/138 ح 4393)، والرویانی فی "مسنده" (1/82 ح 46)، وابن عدی فی "الکامل" (3/108). جمیعهم من طریق وکیع بن الجراح.

     والدوری فی "تاریخ ابن معین"(4/370)، ومن طریقه البیهقی فی "السنن الکبرى"، کتاب الطهارة، باب الخف الذی مسح علیه رسول الله (e) (1/282)، وابن عساکر فی "تاریخ دمشق" (4/207) ووقع فیه خطأ تسمیة "حجیر": محمد،

     أخرجه العقیلی فی "الضعفاء" (3/44 ح 561، والبیهقی فی "السنن الکبرى"، الموضع السابق (1/282)، من طریق أبی نعیم الفضل بن دکین.

     وأبو الشیخ فی "أخلاق النبی" (2/322ح375)، وفی "طبقات المحدثین بأصبهان" (2/134ح439)، ومن طریقه البغوی فی "شرح السنة" (12/72).

والدارقطنی فی "المؤتلف والمختلف" (3/10) جمیعهم من طریق عبید الله بن موسى.

وذکر الترمذی فی الموضع المتقدم من "جامعه" أن محمد بن ربیعة رواه کذلک.

أربعتهم: (الفضل بن دکین، ووکیع بن الجراح، وعبیدالله بن موسى، ومحمد بن ربیعة)، عن دلهم بن صالح، عن حُجیر بن عبدالله، عن ابن بریدة، عن أبیه....

  دراسة حکم أبی داود:

     یرى أبو داود أن هذا الحدیث تفرَّد به أهل البصرة، ولکن تقدَّم فی التخریج أن جمیع الطرق تجتمع عند دلهم بن صالح فقد تفرَّد به عن حجیر بن عبدالله، وحجیر تفرَّد به عن ابن بریدة، وابن بریدة تفرَّد به عن أبیه.

     ولکن بالنظر فی تراجم رواة أبی داود نفسه نجد أنهم لیس کلهم بصریون، وهذا توضیح لبلدانهم:

1- مسدد بن مسرهد البصری([51]).

2- أحمد بن عبدالله بن أبی شُعیب الحرَّانی([52]).

3- وکیع بن الجرَّاح الرؤاسی الکوفی([53]).

4- دَلْهَم بن صالح الکِندی الکوفی([54]).

5- حُجیر بن عبدالله الکِندی، والذی یغلب على الظنِّ أنه کوفیٌّ أیضًا.

6- عبدالله بن بریدة بن الحُصیب الأسلمی المروزی([55]).

    فیتبین من خلال ما تقدم أنه لیس فیهم بصریٌّ إلا مسدد.

     وبالنظر أیضًا فیمن دون دَلهم بن صالح فإنه لم یتفرد به واحد عنه بل رواه عنه أربعة هم: وکیع بن الجراح، والفضل بن دکین، وعبید الله بن موسى، ومحمد بن ربیعة.

     وبالنظر أیضًا فی روایة مسدد –وهو بصری کما تقدم- فإنه لم ینفرد بها عن وکیع بل تابعه: أحمد بن أبی شعیب الحرَّانی، وعلی بن محمد الطنافسی وهو کوفی([56])-عند ابن ماجه- وهناد بن السری وهو کوفی -عند الترمذی- وعمرو بن علی وهو بصریٌّ –عند الرویانی-

     بقی أن یشار إلى أن أبا داود لا یخفى علیه مثل هذا؛ ولذا فإنه من الممکن أن یکون لتعدد نسخِ أبی داود أثرٌ فی ذلک؛ لاحتمال أن یکون أراد حدیثًا قبل هذا أو بعده فوضِع کلامه فی غیر محلِّه.

     على أن السیوطی رجَّح أن الذی تفرد به أهل الکوفة فقال: (فالصواب أن یقال هذا مما تفرد به أهل الکوفة أی لم یروه إلا واحد منهم) ([57]).

 

  الحدیث الثالث: قال أبو داود:

     حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِیلَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَیُّوبَ، عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِى عَامِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ فِی الإِسْلاَمِ فَأَهَمَّنِى دِینِى فَأَتَیْتُ أَبَا ذَرٍّ فَقَالَ أَبُوذَرٍّ: إِنّی اجْتَوَیْتُ([58]) الْمَدِینَةَ فَأَمَرَ لِی رَسُولُ اللَّهِ (e) بِذَوْدٍ([59]) وَبِغَنَمٍ فَقَالَ لِی: « اشْرَبْ مِنْ أَلْبَانِهَا ». قَالَ حَمَّادٌ: وَأَشُکُّ فِی «أَبْوَالِهَا». هَذَا قَوْلُ حَمَّادٍ. فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَکُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِی أَهْلِی فَتُصِیبُنِی الْجَنَابَةُ فَأُصَلِّی بِغَیْرِ طُهُورٍ، فَأَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ (e) بِنِصْفِ النَّهَارِ وَهُوَ فِی رَهْطٍ([60]) مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُوَ فِی ظِلِّ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «أَبُوذَرٍّ». فَقُلْتُ: نَعَمْ هَلَکْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «وَمَا أَهْلَکَکَ». قُلْتُ: إِنی کُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِی أَهْلِی فَتُصِیبُنی الْجَنَابَةُ فَأُصَلِّی بِغَیْرِ طُهُورٍ، فَأَمَرَ لِی رَسُولُ اللَّهِ (e) بِمَاءٍ فَجَاءَتْ بِهِ جَارِیَةٌ سَوْدَاءُ بِعُسٍّ یَتَخَضْخَضُ مَا هُوَ بِمَلآنَ، فَتَسَتَّرْتُ إِلَى بَعِیرِى فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (e): «یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الصَّعِیدَ الطَّیِّبَ طَهُورٌ وَإِنْ لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ إِلَى عَشْرِ سِنِینَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَکَ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَیْدٍ عَنْ أَیُّوبَ لَمْ یَذْکُرْ « أَبْوَالَهَا ». قَالَ أَبُودَاوُدَ: (هَذَا لَیْسَ بِصَحِیحٍ وَلَیْسَ فِی أَبْوَالِهَا إِلاَّ حَدِیثُ أَنَسٍ تَفَرَّدَ بِهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ).

 

  تخریج الحدیث:

     الحدیث الذی أورده أبو داود مداره على أبی قلابة، وقد روی عنه على عدة أوجه:

    الوجه الأول: رواه خالد الحذاء، عن أبی قلابة، عن عمرو بن بجدان، عن أبی ذر.

    الوجه الثانی: روی عن أیوب السختیانی، عن أبی قلابة، عن عمر بن بجدان، عن أبی ذر([61]).

     أخرجه أحمد فی "المسند" وأحمد (35/297 ح 21371) عن عبدالرزاق، وأحمد أیضًا (35/448 ح 21568) عن أبی أحمد الزبیری، والدارقطنی فی "سننه"، کتاب الطهارة، باب جواز التیمم لمن لم یجد الماء سنین کثیرة (1/344 ح 721) من طریق مخلد بن یزید.

     ثلاثتهم (عبدالرزاق، وأبو أحمد الزبیری، ومخلد بن یزید) عن سفیان الثوری.

     وأخرجه الدارقطنی أیضًا (1/347 ح 724) من طریق یزید بن زریع.

    کلاهما (سفیان الثوری، ویزید بن زریع) عن عن خالد الحذاء، عن أبی قلابة، عن عمرو بن بجدان به..

     وفی روایة أحمد الأولى الجمع بین روایة خالد الحذاء وروایة أیوب لکنَّ فیها التفریق: فروایة خالد الحذاء، عن أبی قلابة، عن عمرو بن بجدان، وروایة أیوب، عن أبی قلابة، عن رجل..

     وفی روایة الدارقطنی الأولى الجمع بینهما على أن روایتهما جمیعًا، عن أبی قلابة، عن عمرو بن بجدان.

    ولیس فی شیءٍ من الروایات ذکر الأبوال والألبان.

 

    الوجه الثالث: روی عن الثوری، عن أیوب، عن أبی قلابة، عن رجل لم یسم، عن أبی ذر.

     أخرجه الطیالسی فی "مسنده" (1/389 ح 486)، وأبو داود فی "سننه"، کتاب الطهارة، باب الجنب یتیمم (ح 333)، ومن طریقه البیهقی فی "السنن الکبرى"، کتاب الطهارة، باب الرجل یعزب عن الماء ومعه أهله فیصیبها إن شاء الله تم یتیمم (1/217).

     جمیعهم من طریق حماد بن سلمة، ووقع فی روایة الطیالسی الجمع بین حماد بن زید مع حماد بن سلمة.

     وفی روایة الطیالسی ذکر الأبوال وفیها: (ثم سکت أیوب عن أبوالها)

     وفی روایة أبی داود: (قال حماد: وأشک فی أبوالها).

     وأخرجه ابن أبی شیبة فی "المصنف"، کتاب الطهارة، باب الرجل یُجنب ولیس یقدر على الماء (1/286 ح 1672)، وأحمد فی "المسند" (35/230 ح 21304) عن إسماعیل بن علیة.

     ولیس فی روایة إسماعیل بن علیة ذکر الأبوال.

     جمیعهم (حماد بن سلمة، وحماد بن زید، وإسماعیل بن علیة) عن أیوب وتابع معمرٌ أیوب السختیانی أخرج حدیثه عبدالرزق فی "المصنف"، کتاب الطهارة، باب الرجل یعزب عن الماء (1/236 ح 912) عن معمر.

     کلاهما (أیوب، ومعمر)، عن أبی قلابة.

     ووقع فی روایة ابن أبی شیبة، وأحمد: (عن رجل من بنی عامر)، وفی روایة عبدالرزاق: (عن رجل من بنی قشیر).

     ولم یرد ذکر الشرب من أبوالها إلا فی روایة حماد بن سلمة وحماد       بن زید، وفی روایة حماد سلمة الشک کما تقدم، وفیها أیضًا سکوت أیوب کما تقدم فی روایة الطیالسی.

     وذکر الدارقطنی أن کلاً من:معمر، وعبید الله بن عمرو، وعبدالوهاب الثقفی، ووهیب رووه عن أیوب على هذا الوجه.

 

    الوجه الرابع: روی عن الثوری، عن أیوب، عن أبی قلابة، عن أبی ذر

ذکر الدارقطنی فی العلل (6/253) أن هذا الوجه رواه أبو أحمد الزبیری، وعبدالغفار بن الحسن عن الثوری به.

     وذکر أیضًا (6/254) أن ابن عیینة رواه عن أیوب على هذا الوجه.

 

    الوجه الخامس: روی عن أیوب، عن أبی قلابة، عن أبی المهلب، عن أبی ذر.

    أخرجه الدارقطنی فی "السنن"، کتاب الطهارة، باب فی جواز التیمم لمن لم یجد الماء سنین کثیرة (1/347ح723) من طریق خلف بن موسى العمی، عن أبیه، عن أیوب.

 

  الوجه السادس: روی عن قتادة، عن أبی قلابة، عن رجل من بنی قشیر مرسلاً.

     أخرجه الدارقطنی أیضًا، الموضع السابق (1/347ح726) من طریق سعید بن بشیر، عن قتادة، عن أبی قلابة، عن رجل من بنی عامر([62]).

     ورجَّح الدارقطنی روایة خالد الحذاء، ولکن روایة أیوب السختیانی-وهی الروایة على الوجه الثالث المتقدم- لا تعارضها؛ لأن الرجل المبهم هو: عمرو بن بجدان.

     وأما روایة (الأبوال والألبان) فهی من روایة حماد بن سلمة، وحماد بن زید دون بقیة الرواة عن أیوب وهم: (معمر، وعبید الله بن عمرو، وعبدالوهاب الثقفی، ووهیب، وإسماعیل بن علیة).

 مع أن فیها شک حماد بن سلمة، وتوقف أیوب عن روایتها أصلاً کما تقدم.

     وعلى هذا فإنها لا تصحُّ: للشک، ولروایة الجمع بخلافها، ولحکمِ أبی داود بعدم ثبوت روایة الأبوال.

 

 

دراسة حکم أبی داود:

     حکم أبو داود أن حدیث أبا ذر لم تثبت فیه لفظة: (وأبوالها)، ولکنَّها ثابتة فی حدیث أنس (t)، ویرى أنه مما تفرَّد به أهل البصرة، وقد ثبت مما تقدم أنها لا تصح فی الحدیث السابق.

     وکلام أبی داود یشیرُ بذلک إلى ما رواه أنس بن مالک (t): (قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُکْلٍ([63]) عَلَى النَّبِیِّ (e) کَانُوا فِی الصُّفَّةِ فَاجْتَوَوْاالْمَدِینَةَ، فَقَالُوا: یَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْغِنَا رِسْلًا، فَقَالَ: مَا أَجِدُ لَکُمْ إِلَّا أَنْ تَلْحَقُوا بِإِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ فَأَتَوْهَا فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا وَقَتَلُوا الرَّاعِیَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، فَأَتَى       النَّبِیَّ (e)، الصَّرِیخُ فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِی آثَارِهِمْ فَمَا تَرَجَّلَ النَّهَارُ حَتَّى أُتِیَ بِهِمْ، فَأَمَرَ بِمَسَامِیرَ فَأُحْمِیَتْ فَکَحَلَهُمْ، وَقَطَعَ أَیْدِیَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَمَا حَسَمَهُمْ، ثُمَّ أُلْقُوا فِی الْحَرَّةِ([64]) یَسْتَسْقُونَ فَمَا سُقُوا حَتَّى مَاتُوا).

    قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: سَرَقُوا وَقَتَلُوا وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ)([65]).

     وأنسٌ قد نزل البصرة([66])، وقد روى الحدیث عن أنس جماعة من أصحابه، والذین رووه بإثبات أمر النبی (e) للعرنیین بشربِ أبوالِ الإبل منهم ستةٌ:

1-   قتادة بن دعامة السدوسی البصریُّ([67]).

 

 

2-  عبدالعزیز بن صهیب البنانیُّ البصریُّ([68]).

3-  حمید بن أبی حمید الطویل البصریُّ([69]).

4-  عبدالله بن زید الجرمیُّ البصریُّ([70]).

5-  معاویة بن قرَّة بن إیاس المزنیُّ البصریُّ([71]).

6-  عنبسة بن سعید بن العاص، أبو خالد القرشیُّ المدنیُّ العامریُّ... قال أبو حاتم: (کان بالشام)([72]).

     فجمیع الرواة عن أنس بصریُّون عدا عنبسة بن سعید، ولکن کیف یوجَّه حکم أبی داود؟

     والذی یترجح أنه إما أن تکون روایة عنبسة قد خفیت علیه، أو یکون ترجَّح لدیه أن عنبسة بن سعید سکن البصرة فحکم بذلک، ولعلَّ هذا هو الأقرب والله أعلم فیصحُّ بذلک حکم أبی داود بالتفرُّد.

     فروایة "شرب أبوال الإبل" تفرَّد بها أهل البصرةِ، وهو تفرُّدٌ مطلقٌ من جهة-على القولِ بأنَّ عنبسة سکن البصرة- وتفرُّد نسبیٌّ بالنسبة للبلدان من جهة أخرى.

     وتفرَّد بها من الصحابة أنسٌ (t)، وقد روی مرسلاً بذکر شرب أبوالِ الإبل؛ رواه سعید بن جبیر، وسعید بن المسیب([73]).

  الحدیث الرابع: قال أبو داود:

     حَدَّثَنَا الرَّبِیعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِیلَ - الْمَعْنَى– قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَکِ، عَنْ مُوسَى - قَالَ أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنِ أَیُّوبَ - عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (e): «اجْعَلُوهَا فِی رُکُوعِکُمْ ». فَلَمَّا نَزَلَتْ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الأَعْلَى) قَالَ: «اجْعَلُوهَا فِی سُجُودِکُمْ».

     حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ یُونُسَ، حَدَّثَنَا اللَّیْثُ-یَعْنِى ابْنَ سَعْدٍ- عَنْ أَیُّوبَ بْنِ مُوسَى - أَوْ مُوسَى بْنِ أَیُّوبَ - عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ بِمَعْنَاهُ زَادَ قَالَ: فَکَانَ رَسُولُ اللَّهِ (e) إِذَا رَکَعَ قَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّىَ الْعَظِیمِ وَبِحَمْدِهِ». ثَلاَثًا، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: « سُبْحَانَ رَبّیَ الأَعْلَى وَبِحَمْدِهِ ». ثَلاَثًا.

    قَالَ أَبُو دَاوُدَ: (وَهَذِهِ الزِّیَادَةُ نَخَافُ أَنْ لاَ تَکُونَ مَحْفُوظَةً. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: انْفَرَدَ أَهْلُ مِصْرَ بِإِسْنَادِ هَذَیْنِ الْحَدِیثَیْنِ حَدِیثِ الرَّبِیعِ وَحَدِیثِ أَحْمَدَ بْنِ یُونُسَ.

  تخریج الحدیث:

     أخرجه أحمد فی "المسند" (28/630ح17414)، والدرامی فی"مسنده" (2/825ح1344)، وأبو یعلى فی "مسنده" (3/279ح1783) عن أبی خیثمة، والطحاوی فی "معانی الآثار" (1/235ح1413) عن عبدالرحمن بن الجارود، وابن حبان فی "صحیحه"، باب صفة الصلاة، باب ذکر المرء بالتسبیح لله جل وعلا فی الرکوع والسجود للمصلی فی صلاته (5/225ح1898) من طریق حبان بن موسى، وابن خزیمة فی "صحیحه"، کتاب الصلاة، باب الأمر بتعظیم الرب (U) فی الرکوع (1/303) من طریق محمد بن المثنى، والطبرانی فی "الدعاء" (ص180ح532) والبیهقی فی "معرفة السنن والآثار" (2/442ح3387) کلاهما من طریق بشر بن موسى، والحاکم فی "المستدرک" (1/347ح817) من طریق أبی یحیى بن أبی میسرة، و(2/519ح3783) من طریق السری بن خزیمة ، وفی "السنن الکبرى" (2/86) من طریق یعقوب بن سفیان.

     جمیعهم (أحمد بن حنبل، والدارمی، وأبو خیثمة، وعبدالرحمن بن الجارود، وحبان بن موسى، ومحمد بن المثنى، وبشر بن موسى، وأبو یحیى بن أبی میسرة، والسری بن خزیمة، ویعقوب بن سفیان) عن عبدالله بن یزید المقرئ.

     وأخرجه أبو داود فی "سننه"، کتاب الصلاة، باب ما یقول الرجل فی رکوعه وسجوده (ح869)، وابن ماجه فی "السنن"، کتاب إقامة الصلاة والسنة فیها، باب التسبیح فی الرکوع والسجود (1/287ح887) کلاهما من طریق عبدالله بن المبارک.

      وأبو داود (ح870)، ومن طریقه البیهقی فی "السنن الکبرى"، کتاب الصلاة، باب القول فی الرکوع (2/86)، والطبرانی فی "المعجم الکبیر"(17/322) من طریق اللیث بن سعد.

     وفی هذه الروایة الزیادة التی أشار أبو داود إلى أنها غیر محفوظة.

     وفی روایة الطبرانی: (عن موسى بن أیوب، عن رجل من قومه، عن عقبة)،  وهذا الرجل المبهم جاء فی الروایات الأخرى تسمیته وهو: إیاس بن عامر عم موسى بن أیوب.

     وأخرجه الطحاوی فی "معانی الآثار" الموضع السابق (ح1414) من طریق عبدالله بن وهب.

      والطبرانی فی "المعجم الکبیر" - الموضع المتقدم- من طریق عبدالله بن لهیعة.

    جمیعهم: (عبدالله بن یزید المقرئ، وعبدالله بن المبارک، واللیث بن سعد، وعبدالله بن وهب، وعبدالله بن لهیعة) عن موسى بن أیوب، عن عمِّه إیاس بن عامر الغافقی، عن عقبة بن عامر.

     والحدیث صحح إسناده الحاکم فی المستدرک فقال: (هذا حدیث حجازی صحیح الإسناد، وقد اتفقا على الاحتجاج برواته غیر إیاس بن عامر و عوف بن مالک عم موسى بن أیوب)، وقال الذهبی: (إیاس لیس بالمعروف)([74])

     وإیاس بن عامر الغافقی لم یرو عنه سوى ابن أخیه موسى بن أیوب، وذکره ابن حبان فی الثقات([75])، وقال العجلی: (لا بأس به) ([76])، ولم یذکر فیه ابن أبی حاتم جرحًا ولا تعدیلاً([77]).

والذی یظهرُ أن الحدیث حسنٌ والله أعلم([78]).

 

  دراسة حکم أبی داود:

     یرى أبو داود أن الحدیث تفرَّد به أهل مصر، وبالنظر فی تراجم الرواة نجد أن مدار الحدیث فمن فوقه مصریُّون:

1-    موسى بن أیوب بن عامر الغافقیُّ المصریُّ([79]).

2-    إیاس بن عامر الغافقیُّ المصریُّ([80]).

3-    عقبة بن عامر بن عبس الجهنیُّ، تحول إلى مصر([81]).

     فیصحُّ ما ذهب إلیه أبو داود.

     وهذا التفرُّد تفرُّد مطلقٌ حیث لم یشارک موسى بن أیوب فیه أحد، وهو أیضًا تفرُّد نسبیٌّ بالنسبة إلى أهل البلاد؛ إذ تفرَّد به أهل مصر.

 

  الحدیث الخامس: قال أبو داود:

     حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِیدِ الطَّیَالِسِىُّ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ - الْمَعْنَى - قَالاَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ - قَالَ أَبُو الْوَلِیدِ - قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (e) صَلَّى الظُّهْرَ بِذِی الْحُلَیْفَة ثُمَّ دَعَا بِبَدَنَةٍ فَأَشْعَرَهَا([82]) مِنْ صَفْحَةِ سَنَامِهَا([83]) الأَیْمَنِ ثُمَّ سَلَتَ عَنْهَا الدَّمَ وَقَلَّدَهَا بِنَعْلَیْنِ ثُمَّ أُتِىَ بِرَاحِلَتِهِ فَلَمَّا قَعَدَ عَلَیْهَا وَاسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَیْدَاءِ([84]) أَهَلَّ بِالْحَجِّ.

     حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا یَحْیَى عَنْ شُعْبَةَ بِهَذَا الْحَدِیثِ بِمَعْنَى أَبِى الْوَلِیدِ قَالَ ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ بِیَدِهِ.

    قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ هَمَّامٌ قَالَ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا بِإِصْبَعِهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: (هَذَا مِنْ سُنَنِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ الَّذِى تَفَرَّدُوا بِهِ).

 


    تخریج الحدیث:

  • ·  هذا الحدیث رواه شعبة، عن قتادة، عن أبی حسان، عن ابن عباس، وقد رواه عن شعبة جماعة من أصحابه هم:

 

1-    هشیم بن بشیر:

أخرج حدیثه سعید بن منصور فی "سننه"، ومن طریقه أبو عوانة فی المسند (2/427 ح3702). ,وأخرجه أحمد فی المسند (3/353ح1855)، ومن طریقه ابن الجوزی فی "التحقیق فی أحادیث الخلاف" (2/157)، وأخرجه النسائی فی "السنن الکبرى"، کتاب الحج، باب سلت الدم (2/359).

2-    عفان بن مسلم الصفار:

وأخرج حدیثه أحمد فی "المسند" (4/146ح2296).

3-    بهز بن أسد:

وأخرج حدیثه أحمد فی "المسند" (4/320ح2528)

4-    حجاج بن محمد المصیصی:

وأخرج حدیثه أیضًا أحمد فی "المسند" (5/242ح3149)، وأبو عوانة فی "المسند" (2/427ح3702).

5-    أبو الولید الطیالسی:

وأخرجه الدارمی فی "مسنده" (2/91ح1912)، وأبو داود فی "سننه"، کتاب المناسک، باب فی الإشعار، وأبو عوانة فی "مسنده" الموضع السابق، والطبرانی فی "المعجم الکبیر" (12/204)، وابن حبان فی "صحیحه"، کتاب الحج، باب الهدی (9/314ح4002)، وابن عبدالبر فی "التمهید" (17/230).

 

 

6-    محمد بن أبی عدی:

أخرج حدیثه مسلم فی "صحیحه"، کتاب الحج (ح1243رقم205)، وأبو نعیم فی "المستخرج" (3/343).

7-    حفص بن عمر:

وأخرج حدیثه أبو داود فی "سننه"، الموضع السابق، والطبرانی فی "المعجم الکبیر" (12/204)، وابن عبدالبر فی "التمهید" (17/230).

8-    یحیى القطان:

وأخرجه أبو داود فی "سننه"، (ح1755)، ومن طریقه البیهقی فی "السنن الکبرى"، کتاب الحج، باب الاختیار فی التقلید والإشعار (5/232)، وأخرجه النسائی فی "السنن الکبرى"، کتاب الحج، باب فتل القلائد (2/360)، ومن طریقه ابن حزم فی "حجة الوداع" (1/25)، وابن خزیمة فی "صحیحه"، کتاب الصلاة، باب الأمر بتعظیم الرب (U) فی الرکوع (4/153ح2575)

9-    علی بن الجعد:

أخرج حدیثه البغوی فی "الجعدیات" (1/511ح1011).

10-         حبَّان بن هلال، وشبابة بن سوَّار، ومسکین بن بکیر:

أخرج حدیثهم أبو عوانة فی "المسند"، الموضع السابق.

11-    وهب بن جریر:

وأخرج حدیثه أبو عوانة فی المسند، الموضع السابق، وابن الجارود فی "المنتقى" (1/112).

12-    یحیى بن أبی بکیر:

أخرج حدیثه البیهقی فی "السنن الکبرى" (5/232).

 

  • وقد توبع شعبة على روایة الحدیث عن قتادة بلفظ الإشعار فی الجانب الأیمن؛ تابعة هشامًا الدستوائی:

وأخرج حدیثه مسلم فی "صحیحه" الموضع السابق من طریق معاذ بن هشام، والترمذی فی "الجامع"، کتاب الحج، باب إشعار الهدی (ح906)، وابن ماجه فی "السنن"، کتاب المناسک، باب إشعار البدن (ح3097) من طریق وکیع بن الجراح.

  • ·  وتابعه أیضًا: همام بن یحیى:

    وتقدم قول أبی داود: (رواه همَّام)، ولم أقف على روایته.

 

  دراسة حکم أبی داود:

     یرى أبو داود أن هذه السنَّة (سنَّة الإشعار) مما تفرَّد به أهل البصرة، والذی یظهر أنه أراد الإشعار فی الجانب الأیمن.

     وأما حکمه بتفرُّد أهل البصرة به فالذی یظهر أنه أراد تفرُّد مدار الحدیث، والرواة عنه، فأما من دون الرواة عن المدار فلا یتوجه الحکم بذلک؛ لأن فیهم البصری وغیر البصری.

    فأما مدار الحدیث وهو: قتادة بن دعامة السدوسی فهو بصری([85])، وکذلک شیخه وهو: مسلم بن عبدالله الأعرج البصری([86]).

    وأما الرواة عن قتادة فهم: شعبة بن الحجاج بن الورد العتکی البصری([87])،  

 

وهشام بن عبدالله سنبر البصری الدستوائی([88])، وهمام بن یحیى العوْذی البصری ([89])

    والذی یتوجه أن هذا فرد مطلق تفرَّد به قتادة، عن أبی حسَّان الأعرج، عن ابن عبّاس، ویمکن أن یطلق علیه أنه فردٌ نسبیٌّ باعتبار أنه لم یروه إلا أهل البصرة فهو فردٌ بالنسبة إلى بلد.

     ومثل هذه الصورة الواردة فی هذا الحدیث حکم ابن الصلاح على ما یشبهها بأنها صورة الفرد المطلق فقال بعد أن تکلم عن بعض الأمثلة: (ولیس فی شیء من هذا ما یقتضی الحکم بضعف الحدیث إلا أن یطلق قائل قوله: تفرد به أهل مکة أو: تفرد به البصریون عن المدنیین أو: نحو ذلک على ما لم یروه إلا واحد من أهل مکة أو واحد من البصریین ونحوه ویضیفه إلیهم کما یضاف فعل الواحد من القبیلة إلیها مجازا. وقد فعل الحاکم أبو عبد الله هذا فیما نحن فیه فیکون الحکم فیه على ما سبق فی القسم الأول والله أعلم) ([90]).

 

  الحدیث السادس: قال أبو داود:

     حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَیْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِینَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (e) یَقُولُ: «السَّرَاوِیلُ لِمَنْ لاَ یَجِدُ الإِزَارَ وَالْخُفُّ لِمَنْ لاَ یَجِدُ النَّعْلَیْنِ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ: (هَذَا حَدِیثُ أَهْلِ مَکَّةَ وَمَرْجِعُهُ إِلَى الْبَصْرَةِ إِلَى جَابِرِ بْنِ زَیْدٍ وَالَّذِى تَفَرَّدَ بِهِ مِنْهُ ذِکْرُ السَّرَاوِیلِ وَلَمْ یَذْکُرِ الْقَطْعَ فِی الْخُفِّ).

 

  تخریج الحدیث:

    الحدیث رواه عن ابن عباس اثنان من أصحابه:

1-    جابر بن زید:

أخرجه أحمد فی "مسنده" (3/348ح1848)، ومسلم فی "صحیحه"، کتاب الحج (ح1177).

من طریق هشیم بن بشیر.

وأخرجه البخاری فی "صحیحه"، کتاب الحج، باب لبس الخفین للمحرم إذا لم یجد النعلین(ح1841)، (ح1843)، ومسلم فی "صحیحه"، کتاب الحج (ح1178)، وأبو نعیم فی المستخرج (3/264ح2688) جمیعهم من طریق شعبة بن الحجاج.

     وأخرجه البخاری فی "صحیحه"، کتاب اللباس، باب السراویل (ح5804)، وفی باب النعال السبتیة وغیرها (ح5853)، ومسلم فی "صحیحه"، کتاب الحج (ح1178)، وابن ماجه فی"سننه"، کتاب المناسک، باب السراویل والخفین للمحرم إذا لم یجد الإزار والنعلین (ح2931)، والنسائی فی "سننه"، کتاب الحج، باب لبس السراویل لمن لم یجد الإزار (ح9675)، وابن الجارود فی "المنتقى" (ص111ح417) جمیعهم من طریق سفیان بن عیینة.

وأخرجه مسلم فی "صحیحه"، الموضع السابق (ح1178رقم4)، وأبو داود فی "سننه"، کتاب الحج، باب ما یلبس المحرم (ح1829)-ومن طریقه ابن عبدالبر فی "التمهید" (15/113)- وأخرجه الترمذی فی "الجامع"، کتاب الحج، باب ما جاء فی لبس السراویل والخفین للمحرم إذا لم یجد إزارًا أو نعلین (ح834)، والنسائی فی "السنن الکبرى"، کتاب الحج، باب الرخصة فی لبس السراویل فی الإحرام (ح3651)، وابن خزیمة فی "صحیحه" (4/199ح2681)، وابن حبان فی "صحیحه" (9/92ح3780-3781)، والطبرانی فی "المعجم الکبیر" (12/177ح12810)، وأبو نعیم فی "المستخرج على مسلم" الموضع السابق.

جمیعهم من طریق حماد بن زید.

     وأخرجه مسلم فی "صحیحه"، الموضع السابق (ح1177)، والترمذی فی "جامعه"، الموضع السابق، والنسائی فی "السنن الکبرى"، الموضع السابق (ح3652)، و(ح3659). جمیعهم من طریق أیوب السختیانی.

     وأخرجه مسلم فی "صحیحه"، الموضع السابق من طریق سفیان الثوری، ومن طریق عبدالملک بن عبدالعزیز بن جریج

جمیعهم: (هشیم بن بشیر، وشعبة بن الحجاج، وسفیان بن عیینة، وحماد بن زید، وأیوب السختیانی، وسفیان الثوری، وعبدالملک بن جریج)، عن عمرو بن دینار، عن جابر بن زید.

2-    سعید بن جبیر:

أخرج حدیثه ابن أبی شیبة فی "المصنف" (4/101) عن علی بن مسهر، عن أبی إسحاق الشیبانی، عن سعید بن جبیر.

     کلاهما (جابر بن زید، وسعید بن جبیر) عن ابن عباس به.

    ولیس فی شیءٍ من روایاتهم ذکرُ قطع الخف.

 

  دراسة حکم أبی داود:

     یرى أبو داود أن الحدیث أصله لأهل مکة، ثم رجع إلى أهل البصرة، وأن جابر بن زید تفرَّد بذکر (السراویل) یعنی فی حدیث ابن عباس.

     وبالنظر فی التخریج فإن الحدیث رواه: عمرو بن دینار المکی، أبومحمد الأثرم الجمحیُّ([91])، عن جابر بن زید الأزدی الیحمدی، أبو الشعثاء البصری([92])، عن ابن عباس.

    ورواه أبو إسحاق: سلیمان بن أبی سلیمان الشیبانی الکوفی([93])، عن سعید بن جبیر بن هشام الأسدی الوالبی الکوفی([94])، عن ابن عباس.

     وقد حکم صاحب بذل المجهود بانتفاء التفرُّد بثبوت لفظة (السراویل) فی روایة ابن أبی شیبة فقال: (وقد أخرج هذا الحدیث أبو بکر بن أبی شیبة فی مصنفه بإسناد صحیح عن سعید بن جبیر، عن ابن عباس فإن کان فیه ذکر السراویل فلا یصحُّ دعوى تفرُّد جابر بن زید فیه)([95])، ولکن لفظة (السراویل) ثابتةٌ فی الروایة فصَّح القولٌ بأن دعوى التفرُّد ینافیها وجود روایة سعید بن جبیر هذه.

                           

  الحدیث السابع: قال أبو داود:

     حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عَدِىٍّ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنِى عِکْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ هِلاَلَ بْنَ أُمَیَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (e) بِشَرِیکِ بْنِ سَحْمَاءَ فَقَالَ النَّبِىُّ (e) « الْبَیِّنَةَ أَوْ حَدٌّ فِى ظَهْرِکَ ». قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا رَأَى أَحَدُنَا رَجُلاً عَلَى امْرَأَتِهِ یَلْتَمِسُ الْبَیِّنَةَ فَجَعَلَ النَّبِىُّ (e) یَقُولُ:      « الْبَیِّنَةَ وَإِلاَّ فَحَدٌّ فِی ظَهْرِکَ ». فَقَالَ هِلاَلٌ وَالَّذِى بَعَثَکَ بِالْحَقِّ نَبِیًّا إِنِّى لَصَادِقٌ وَلَیُنْزِلَنَّ اللَّهُ فِى أَمْرِى مَا یُبَرِّئُ ظَهْرِى مِنَ الْحَدِّ فَنَزَلَتْ (وَالَّذِینَ یَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ) فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ (مِنَ الصَّادِقِینَ) فَانْصَرَفَ النَّبِىُّ (e) إِلَیْهِمَا فَجَاءَا فَقَامَ هِلاَلُ بْنُ أُمَیَّةَ فَشَهِدَ وَالنَّبِىُّ (e) یَقُولُ:    « اللَّهُ یَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَکُمَا کَاذِبٌ فَهَلْ مِنْکُمَا مِنْ تَائِبٍ ». ثُمَّ قَامَتْ فَشَهِدَتْ فَلَمَّا کَانَ عِنْدَ الْخَامِسَةِ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَیْهَا إِنْ کَانَ مِنَ الصَّادِقِینَ وَقَالُوا لَهَا إِنَّهَا مُوجِبَةٌ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَتَلَکَّأَتْ وَنَکَصَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا سَتَرْجِعُ فَقَالَتْ لاَ أَفْضَحُ قَوْمِى سَائِرَ الْیَوْمِ. فَمَضَتْ فَقَالَ النَّبِىُّ (e) « أَبْصِرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَکْحَلَ الْعَیْنَیْنِ سَابِغَ الأَلْیَتَیْنِ خَدَلَّجَ السَّاقَیْنِ فَهُوَ لِشَرِیکِ بْنِ سَحْمَاءَ ». فَجَاءَتْ بِهِ کَذَلِکَ فَقَالَ النَّبِىُّ (e) « لَوْلاَ مَا مَضَى مِنْ کِتَابِ اللَّهِ لَکَانَ لِی وَلَهَا شَأْنٌ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ: (وَهَذَا مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ أَهْلُ الْمَدِینَةِ حَدِیثُ ابْنِ بَشَّارٍ حَدِیثُ هِلاَلٍ).

 

  تخریج الحدیث:

    حدیث عکرمة عن ابن عباس مداره على عکرمة وروی عنه على وجهین:

    الوجه الأول: روی عن عکرمة، عن ابن عباس.

     أخرجه البخاری فی "صحیحه"، کتاب الشهادات، باب إذا ادعى أو قذف فله أن یلتمس البینة (ح2671)، وفی کتاب التفسیر، باب قوله تعالى: (ویدرؤ عنها العذاب....) (ح4747)، وفی کتاب الطلاق، باب یبدأ الرجل بالتلاعن (ح5307) عن محمد بن بشار، ومن طریقه البغوی فی "شرح السنة" (9/259)، وفی "التفسیر" (6/13).

     وأخرجه أبو داود فی "سننه"، کتاب الطلاق، باب فی اللعان (ح2256)، ومن طریقه البیهقی فی "السنن الکبرى"، کتاب الدعوى والبینات، باب الدلیل على أن لغلبة الأشباه تأثیرًا فی الأنساب وأن لها حکمًا إذا لم یکن ما هو أقوى منها من فراش وغیره (10/266)، وفی "السنن الصغیر"، کتاب الإیلاء، باب اللعان(6/413ح2758)، وفی "معرفة السنن والآثار" (12/344). ومن طریقه أیضًا الخطیب فی "الفقیه والمتفقة" (2/106ح453)،

     وأخرجه الترمذی فی "الجامع"، کتاب تفسیر القرآن، باب سورة النور (ح3179)، وابن ماجه فی "سننه"، کتاب الطلاق، باب اللعان (1/668ح2067)، والطحاوی فی "مشکل الآثار" (7/408ح2962)، والدارقطنی فی "سننه"، کتاب النکاح، باب المهر (3/277ح122)، والحاکم فی "المستدرک"، کتاب الحدود(4/412ح8111)، والبیهقی فی "السنن الکبرى"، کتاب اللعان، باب الرجل یقذف امرأته فیخرج من موجب قذفه بأن یأتی بأربعة شهود یشهدون علیها بالزنا أو یلتعن (7/393)، وابن الجوزی فی "التحقیق فی أحادیث الخلاف" (2/301ح1731).

    جمیعهم من طریق هشام بن حسان.

     وأخرجه الطیالسی فی "مسنده" (4/388ح2798)، ومن طریقه البیهقی فی "السنن الکبرى"، الموضع السابق (7/394)، وأخرجه أحمد فی "المسند" (4/33ح2131)، و(4/78ح2199)، وأبو داود فی "سننه"، الموضع السابق (ح2256)، والطبری فی "التفسیر" (19/111).

    جمیعهم من طریق عباد بن منصور.

    کلاهما (هشام بن حسان، وعباد بن منصور)، عن عکرمة، عن ابن عبّاس به، وبعضهم یرویه مطولاً وبعضهم مختصرًا.

  الوجه الثانی: روی عن عکرمة مرسلاً.

     أخرجه عبدالرزاق فی "المصنف"، کتاب الطلاب، باب لا یجتمع المتلاعنان أبدًا (7/114ح12444) عن معمر،  وأحمد فی "المسند" (4/274ح2468) من طریق جریر، والطبری فی "تفسیره" (19/110) من طریق ابن علیة.

     ثلاثتهم: (معمر، وجریر، وابن علیة) عن أیوب بن أبی تمیمة السختیانی، عن عکرمة مرسلاً.

     والراجح من هذین الوجهین هو الوجه الأول، وهذا ما حکم به البخاری فیما نقله عنه الترمذی حیث قال: (فسألتُ مُحمدًا عنه وقلت: روى عباد بن منصور هذا الحدیث عن عکرمة عن ابن عباس مثل حدیث هشام، وروى أیوب عن عکرمة أن هلال بن أمیة مرسلاً فأی الروایات أصح؟ فقال: حدیث عکرمة عن ابن عباس هو محفوظ، ورآه حدیثا صحیحًا) ([96]).

             

  دراسة حکم أبی داود:

     یرى أبو داود أن هذا الحدیث مما تفرَّد به أهل المدینة، والذی یظهر أنه یعنی حدیث ابن عباس، فهو تفرُّد نسبیٌّ بالنسبة إلى حدیث ابن عباس دون حدیث غیره؛ لأنه قد رواه أنسٌ وغیره.

     ولکن عکرمة تفرَّد به تفرُّدًا مطلقًا؛ إذ لم یروه عنه سواه.

     وهذا یصدقُ على مدار الحدیث وهو عکرمة فإنه مدنیٌّ کما تقدم، فالحدیث تفرَّد به أهل المدینة، أی واحدٌ منهم وهو عکرمة.

 

الحدیث الثامن: قال أبو داود:

     حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَى حَدَّثَنَا مُلاَزِمُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النُّعْمَانِ حَدَّثَنِى قَیْسُ بْنُ طَلْقٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (e) « کُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ یَهِیدَنَّکُمُ السَّاطِعُ الْمُصْعِدُ فَکُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى یَعْتَرِضَ لَکُمُ الأَحْمَرُ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ أَهْلُ الْیَمَامَةِ.


    التخریج:

    الحدیث مداره على عبدالله بن النعمان، ورواه عنه اثنان:

1-    ملازم بن عمرو الیمامی:

أخرج حدیثه ابن أبی شیبة فی "المصنف"، کتاب الصیام، ما قالوا فی الفجر ما هو؟ (2/26)، وأبو داود فی "سننه"، کتاب الصوم، باب وقت السحور (ح2350)، والترمذی فی "جامعه"، کتاب الصوم، باب ما جاء فی بیان الفجر (ح705)، وابن خزیمة فی "صحیحه"، کتاب الصیام، باب الدلیل على أن الفجر الثانی الذی ذکرناه هو البیاض المعترض(3/211)، والطحاوی فی "معانی الآثار" (2/54)، والطبرانی فی "الکبیر" (7/394)، والدراقطنی فی "سننه"، کتاب الصیام، باب فی وقت السحر (2/166)، والضیاء المقدسی فی "المختارة" (8/158ح168)، والمزی فی "تهذیب الکمال" (16/222).

     وقال الترمذی: (وفی الباب عن عدی بن حاتم، و أبی ذر، وسمرة، قال أبوعیسى: حدیث طلق بن علی حدیث حسن غریب من هذا الوجه).

2-    محمد بن جابر الحنفی:

أخرج حدیثه أحمد فی "المسند" (26/218ح16291) عن موسى بن داود الضبی، عنه. ولفظ حدیثه: (لَیْسَ الْفَجْرُ الْمُسْتَطِیلَ فِی الْأُفُقِ وَلَکِنَّهُ الْمُعْتَرِضُ الْأَحْمَرُ).

 

دراسة حکم أبی داود:

     تبیَّن مما تقدم أن مدار الحدیث عبدالله بن النعمان وهذا بیان موطنه وموطن من فوقه، وموطن الرواة عنه:

    فعبدالله بن النعمان: هو السحیمیُّ الیمامیُّ([97])، وقیس: هو ابن طلق بن علی الحنفیُّ الیمامیُّ([98]).

     وأما الرواة عن عبدالله بن النعمان فهم:

     ملازم بن عمرو بن عمرو بن عبدالله الیمامیُّ([99])، ومحمد بن جابر بن سیار بن طارق الحنفیُّ الیمامیُّ.

    وأما الرواة عنهما: فبالنسبة لمحمد بن جابر لم أقف على من روى عنه هذا الحدیث سوى موسى بن داود الضبیُّ وهو بغدادی([100])، وأما الرواة عن ملازم فلیس فیهم یمامیُّ.

     فترجح بذلک أن أبا داود أراد تفرُّد مدار الحدیث فمن فوقه، وکذلک الرواة عن المدار، وکلُّهم یمامیون کما تقدم، وأما الرواة عمَّن دون الرواة عن المدار فالذی یظهر أنه لم یقصدهم یدلُّ لذلک أنه أخرج الحدیث من روایة محمد بن عیسى الطبَّاع وهو شامیٌّ ولیس من أهل الیمامة([101]).

     وحدیث طلق بن علیٍّ المتقدم له شواهد کما ذکر الترمذی فیما تقدم.

  الحدیث التاسع: قال أبو داود:

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا سَعِیدُ بْنُ أَبِى أَیُّوبَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى جَعْفَرٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى سَالِمٍ الْجَیْشَانِىِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ (e):« یَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّى أَرَاکَ ضَعِیفًا وَإِنی أُحِبُّ لَکَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِی فَلاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَیْنِ وَلاَ تَوَلَّیَنَّ مَالَ یَتِیمٍ ». قَالَ أَبُودَاوُدَ: (تَفَرَّدَ بِهِ أَهْلُ مِصْرَ).

  تخریج الحدیث:

     أخرجه أحمد فی "مسنده" (35/445ح21563)، ومسلم فی "صحیحه"، کتاب الإمارة (ح1826رقم17)، والبزار فی "المسند" (9/435)، والنسائی فی "السنن الکبرى"، کتاب الوصایا، باب النهی عن الولایة على مال الیتیم (4/112ح6494)، وأبو عوانة فی "المسند" (4/379)، والحاکم فی "المستدرک"، کتاب الأحکام (4/103ح7017)، والبیهقی فی "شعب الإیمان"، التاسع والأربعون من شعب الإیمان، فصل فی کراهیة الإمارة لمن کان ضعیفًا یخاف أن لا یؤدی فیها الأمانة (6/45)، وفی "السنن الصغرى"، کتاب آداب القاضی، باب أدب القاضی وفضله (9/6ح4148).

     جمیعهم من طریق أبی عبدالرحمن المقرئ-عبدالله بن یزید- عن سعید بن أبی أبی أیوب، عن عبید الله بن أبی جعفر، عن سالم بن أبی سالم الجیشانی، عن أبیه، عن أبی ذر (t)، ولفظ مسلم: (یَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّى أَرَاکَ ضَعِیفًا وَإِنِّى أُحِبُّ لَکَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِی لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَیْنِ وَلاَ تَوَلَّیَنَّ مَالَ یَتِیمٍ).

     وذکر الدارقطنی فی هذا الإسناد اختلافًا فقال: (یَروِیهِ عُبَید الله بن أَبِی جَعفَرٍ المِصرِیُّ، واختُلِف عَنهُ؛ فَرَواهُ سَعِید بن أَبِی أَیُّوب، عَن عُبَیدِ الله بنِ أَبِی جَعفَرٍ، عَن سالِمِ بنِ أَبِی سالِمٍ الجَیشانِیِّ، عَن أَبِیهِ، عَن أَبِی ذَرٍّ وَخالَفَهُ عَبد الله بن لَهِیعَة، فَرَواهُ عَن عُبَیدِ الله، عَن مُسلِمِ بنِ أَبِی مَریَم، عَن أَبِی سالِمٍ الجَیشانِیِّ، عَن أَبِی ذَرٍّ ، والله أَعلَمُ بِالصَّوابِ).

ویتضح من کلام الدارقطنی أن ابن لهیعة زاد راویًا، ونقص راویًا: فزاد مسلم بن أبی مریم، وأنقص سالم بن أبی سالم الجیشانی.

     ویظهر أن الراجح روایة سعید بن أبی أیوب المخرَّجة فیما سبق لوجوه:

    أولها: أنه ثقة، بینما عبدالله بن لهیعة ضعیف([102]).

    ثانیًا: إخراج مسلم وجمع من الأئمة لروایة سعید بن أبی أیوب، وتنکُبُهم لروایة ابن لهیعة.

     ثالثًا: لم أقف على الروایة لیتبین: هل صرح ابن لهیعة بالتحدیث فی موضع الزیادة لتقبل روایته أم لا.

     وأخرجه الطیالسی فی "مسنده" (1/391ح487) عن سلام بن سلیم.

     وابن أبی شیبة فی "المصنف"، کتاب السیر، باب فی الإمارة(12/215) عن یزید بن هارون.

ومحمد بن أبی عمر العدنی-کما ذکر البوصیرة فی "إتحاف الخیرة" (5/24) عن عبدالوهاب الثقفی.

    ثلاثتهم: (سلام بن سلیم، ویزید بن هارون، وعبدالوهاب الثقفی)، عن یحیى بن سعید القطان، عن الحارث بن یزید أن أبا ذر سأل رسول الله..

     وأخرجه أحمد فی المسند (35/404ح21513) عن حسن بن موسى الأشیب، عن ابن لهیعة، عن الحارث بن یزید قال: سمعت ابن حجیرة الشیخ یقول: حدثنی من سمع أبا ذکر یقول....

      ومسلم فی "صحیحه"، کتاب الإمارة (ح1825رقم 16)، والبیهقی فی "السنن الکبرى"، کتاب آداب القاضی، باب کراهیة الإمارة وکراهیة تولِّی أعمالها لمن رأى من نفسه ضعفًا أو رأى فرضها عنه بغیره ساقطًا (10/95) من طریق شعیب بن اللیث، والطحاوی بن "مشکل الآثار" (1/45) من طریق أبی صالح کاتب اللیث.

کلاهما (شعیب بن اللیث، وأبو صالح) عن اللیث، عن یزید بن أبی حبیب، عن بکر بن عمرو، عن الحارث بن یزید الحضرمی، عن ابن حجیرة.

     ولفظ حدیث مسلم: (قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِی؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَى مَنْکِبِی ثُمَّ قَالَ: "یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّکَ ضَعِیفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةُ وَإِنَّهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ خِزْیٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِی عَلَیْهِ فِیهَا").

    ویلحظ من التخریج الاختلاف عن الحارث بن یزید على ثلاثة أوجه:

    الأول: یرویه یحیى بن سعید الأنصاری، عن الحارث، عن أبی ذر دون واسطة.

    الثانی: یرویه عبدالله بن لهیعة، عن الحارث، عن ابن حجیرة: قال حدثنی من سمع أبا ذر، بإبهام راوٍ بین ابن حجیرة وبین أبی ذر.

الثالث: یرویه بکر بن عمرو، عن الحارث، عن ابن حجیرة، عن أبی ذر، عن النبی (e).

    والذی یظهر أن الراجح عن الحارث بن یزید من هذه الأوجه هو الوجه الأول والثالث، وأما الوجه الثانی فمرجوح لأنه من روایة عبدالله بن لهیعة وهو ضعیف الحدیث کما تقدم.

  وأسباب ترجیح الوجهین ما یلی:

     أولاً: الوجه الأول من روایة یحیى بن سعید الأنصاری وهو من هو فی التثبت([103])، کما أن الرواة عنه ثقات([104])، عدا عبدالوهاب بن عبدالمجید الثقفی فهو ثقة لکنه تغیَّر قبل موته بثلاث سنین([105]).

    ثانیًا: إخراج مسلم للوجه الثالث مما یدلُّ على تقدیمه له.

دراسة حکم أبی داود بالتفرد:

     والذی یظهر لی أن أبا داود یرى أن الحدیث بهذا اللفظ الذی أخرجه فی "سننه" مما تفرَّد به أهل مصر، دون غیره من الألفاظ فلم یرِد بقیة ألفاظِ الحدیث؛ لا سیما أنه باللفظ الذی رواه – الروایة الأولى وهی روایة عبدالله بن یزید المقرئ- فیه النهی عن تولِّی مال الیتیم، ولیس ذلک فی حدیث الحارث بن یزید.

     فأما سند أبی داود فإنه من طریق عبدالله بن یزید المقرئ وهو مکیٌّ([106])، عن سعید بن أبی أبی أیوب وهو مصری([107])، عن عبید الله بن أبی جعفر المصری([108])، عن سالم بن أبی سالم الجیشانی المصری([109])، عن أبیه([110]).

    فعلى هذا یکون التفرُّد تفرُّدًا نسبیًّا؛ فإن رواته مصریون من سعید بن أبی أیوب إلى الراوی عن أبی ذر

     ویمکن أن یوجَّه کلامه توجیهًا آخر بأن یقال: لعله أراد أنه لم یروه عن أبی ذر إلا المصریین؛ فإن أبا سالم الجیشانی مصری کما تقدم،  وتابعة ابن حجیرة وهو مصریُّ کذلک، فیکون على هذا تفرُّدًا مطلقًا من أصل السند.

وهنا لطیفة إسنادیة: وهی أن إسناد مسلم رواته مصریون کُلُّهم من عبدالملک بن شعیب بن اللیث المصری، إلى ابن حجیرة الأکبر الراوی عن أبی ذر.

     وعلى کلٍّ فصنیع أبی داود هذا مشکِل، ولا یمکن أن یقال-وهو التوجیه الثالث- أنه أراد أنَّ أکثر رواته مصریِّون؛ لأنه قال: (تفرد به أهلُ مصر)، ولم یقل أکثر رواته من أهل مصر.

 

  الحدیث العاشر: قال أبو داود:

     حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِىُّ حَدَّثَنَا الرَّبِیعُ بْنُ رَوْحِ بْنِ خُلَیْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ الْوَاسِطِىُّ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِىِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِکٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (e)« مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ وَعَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ مُحْتَسِبًا بُوعِدَ مِنْ جَهَنَّمَ مَسِیرَةَ سَبْعِ ینَ خَرِیفًا ». قُلْتُ یَا أَبَا حَمْزَةَ وَمَا الْخَرِیفُ قَالَ الْعَامُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: (وَالَّذِى تَفَرَّدَ بِهِ الْبَصْرِیُّونَ مِنْهُ الْعِیَادَةُ وَهُوَ مُتَوَضِّئٌ).

 

  تخریج الحدیث:

     الذی یهمنا هو النظر فیما حکم أبو داود بتفرُّد أهل البصرة به وهو: (العیادة على وضوء) ومداره على ثابت البنانی، ورواه عنه: الفضل بن دلهم، ومعمر بن راشد:

     فأما حدیث الفضل بن دلهم فأخرجه أبو داود فی "سننه"، کتاب الجنائز، باب فی فضل العیادة (ح3099) ([111]).

     وأما حدیث معمر بن راشد فأخرجه الطبرانی فی "المعجم الأوسط" (9/169ح9441) من طریق أبی جعفر النفیلی، عن أبی سفیان المعمری، عن معمر عن ثابت البنانی، عن أنس به([112]).

 

  دراسة حکم أبی داود:

     هذا الحدیث تفرَّد به ثابت البنانی عن أنس تفرُّدًا مطلقًا فلم یشارِکه فیه غیره وثابت بن أسلم البنانی بصری، وکذلک الرواة عنه وهم: (الفضل بن دلهم، ومعمر بن راشد) بصریُّون([113]) فلا یمنع من إطلاق وصفِ تفرُّد البصریین به وإن کان من دونهم من الرواة لیسوا کلهم من أهل البصرة فهو تفرُّد مطلقٌ من جهة، وتفرُّد نسبیٌّ من جهة أخرى بالنسبة للبلاد؛ إذ لم یروه إلا أهل البصرة.

 

  الحدیث الحادی عشر: قال أبو داود:

     حدثنا أحمد بن یونس ثنا زهیر ثنا عبد الرحمن بن زیاد بن أعم عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله (e) قال: "إنها ستفتح لکم أرض العجم وستجدون فیها بیوتًا یقال لها الحمامات فلا یدخلنها الرجال إلا بالأزر وامنعوها النساء إلا مریضة أو نفساء"

    قال أبو داود: (انفرد أهل مصر بإسناده) ([114]).

 

  تخریج الحدیث:

     أخرجه أبو داود فی "سننه"، کتاب الحمام، أول کتاب الحمام (ح4011) من طریق زهیر، وابن ماجه فی "سننه"، کتاب الأدب، باب دخول الحمام(ح3748) من طریق یعلى، وعبدة بن سلیمان، وجعفر بن عون.

    جمیعهم: (زهیر، ویعلى، وعبدة بن سلیمان، وجعفر بن عون) عن عبدالرحمن بن زیاد بن أنعم الإفریقی، عن عبدالرحمن بن رافع، عن عبدالله بن عمرو به

    والحدیث ضعیفٌ: فعبدالرحمن بن زیاد بن أنعم ضعَّفه جمعٌ من الأئمة منهم: یحیى القطان، وأحمد، وأبوحاتم، وأبوزرعة، ویحیى بن معین، وکان یحیى القطان، وعبدالرحمن بن مهدی لا یحدثان عنه([115])

     وحکم ابن حبَّان بضعف الحدیث إذا کان من روایة عبدالرحمن بن زیاد، عن عبدالرحمن بن رافع حیث قال: (عبد الرحمن بن رافع التنوخی، یروى عن عبد الله بن عمرو، روى عنه المصریون لا یحتج بخبره إذا کان من روایة عبد الرحمن بن زیاد بن أنعم الإفریقى؛ وإنما وقع المناکیر فی حدیثه من أجله)([116]).

    وقال ابن حبان أیضًا: (کان یروى الموضوعات عن الثقات، ویأتی عن الأثبات ما لیس من أحادیثهم، وکان یدلس على محمد بن سعید بن أبى قیس المصلوب) ([117]).

 

  دراسة حکم أبی داود:

     یرى أبو داود انفراد أهل مصر بهذا الحدیث.

     وبتأمل الإسناد فإن الحدیث مداره على عبدالرحمن بن زیاد بن أنعم الشعبانی الإفریقی وهو من أهل مصر ([118])، وعبدالرحمن بن رافع التنوخی، مصریٌّ أیضًا([119]).

     فیصحُّ ما ذکره أبو داود من تفرُّد أهل مصر به عن عبدالله بن عمرو     بن العاص وهو تفرُّد مطلقٌ إذ لم یشرکهم فیه غیرهم فلم یُتابع علیه عبدالرحمن بن زیاد بن أنعم، ولا توبع علیه عبدالرحمن بن رافع.

 

  الحدیث الثانی عشر: قال أبو داود:

     حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ سَمِعْتُ الرُّکَیْنَ بْنَ الرَّبِیعِ یُحَدِّثُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ کَانَ یَقُولُ کَانَ نَبِىُّ اللَّهِ (e) یَکْرَهُ عَشْرَ خِلاَلٍ الصُّفْرَةَ - یَعْنِی الْخَلُوقَ - وَتَغْیِیرَ الشَّیْبِ وَجَرَّ الإِزَارِ وَالتَّخَتُّمَ بِالذَّهَبِ وَالتَّبَرُّجَ بِالزِّینَةِ لِغَیْرِ مَحِلِّهَا وَالضَّرْبَ بِالْکِعَابِ وَالرُّقَى إِلاَّ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَعَقْدَ التَّمَائِمِ وَعَزْلَ الْمَاءِ لِغَیْرِ أَوْ غَیْرِ مَحِلِّهِ أَوْ عَنْ مَحِلِّهِ وَفَسَادَ الصَّبِىِّ غَیْرَ مُحَرِّمِهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: (انْفَرَدَ بِإِسْنَادِ هَذَا الْحَدِیثِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ).

  تخریج الحدیث:

    مدار الحدیث على القاسم بن حسَّان وروی عنه على وجهین:

    الوجه الأول: رواه عدة رواة، عن الرُّکین بن الربیع، عن القاسم بن حسان، عن عبدالرحمن بن حرملة، عن عبدالله بن مسعود.

    وقد رواه عن الرُّکین بن الربیع خمسة من أصحابه هم:

1-    قیس بن الربیع:

أخرج حدیثه الطیالسی فی "مسنده" (1/312ح396) عن قیس به

2-    جریر بن عبدالحمید:

أخرجه ابن أبی شیبة فی "المسند" (1/139ح185)، وأحمد فی "المسند" (6/92ح3605)، ومن طریقه المزی فی "تهذیب الکمال" (17/63). وأخرجه أبو یعلى فی مسنده (9/85ح5151)، والبیهقی فی "السنن الکبرى"، کتاب النکاح باب من کره العزل (7/232)، وکتاب الضحایا، باب التمائم(9/350).

3-    سفیان الثوری:

وأخرج حدیثه أحمد فی "مسنده" (6/315ح3774).

4-    شعبة بن الحجاج:

أخرجه أحمد فی "المسند" (7/239ح4179)، وابن حبان فی "صحیحه" (12/496ح5683).

5-    المعتمر بن سلیمان:

أخرجه ابن أبی شیبة فی "المسند" الموضع السابق، وأبو داود فی "سننه"، کتاب الخاتم، باب ما جاء فی خاتم الذهب (ح4222)، والنسائی فی "السنن الکبرى"، کتاب الزینة، باب الخضاب بالصفرة (5/418ح9363)، وأبو یعلى فی "مسنده" (9/8 ح5074)، وابن حبان فی "صحیحه" (12/495ح5682).

    الوجه الثانی: رواه قیس بن الربیع، عن أبی حصین، عن القاسم بن حسَّان، عن عبدالرحمن بن حرملة، عن عبدالله بن مسعود به. بإسقاط الرُّکین بن الربیع.

     أخرجه الطبرانی فی "المعجم الأوسط" (9/156ح9408) من طریق أبی بلال الأشعری، عن قیس بن الربیع، عن أبی حصین به.

     ویلحظ الاختلاف عن قیس بن الربیع، فقد رواه الطیالسی، عن قیس بن الربیع على الوجه الأول.

     ورواه أبو بلال الأشعری، عن قیس بن الربیع على الوجه الثانی.

     والراجح عن قیس الروایة على الوجه الأول؛ لأنها من روایة أبی داود الطیالسی وهو ثقة حافظ([120])، وراوی الوجه الثانی وهو: أبو بلال الأشعری ذکره ابن حبَّان فی ثقاته، وضعَّفه الدارقطنی([121])، وعلى کلِّ حالٍ فلا توازن روایته مع روایة الطیالسی.

     فالراجح إذًا روایة الحدیث على الوجه الأول.

     والحدیث ضعیف؛ لأن فیه عبدالرحمن بن حرملة وقال فیه علی بن المدینی: (عبدالرحمن ابن حرملة روى عنه الرکین بن الربیع لا أعلم روى عن عبد الرحمن بن حرملة هذا شیء إلا من هذا الطریق، ولا نعرفه فی أصحاب عبدالله)، وقال علی بن المدینی أیضًا: (سمعت یحیى یقول: محمد بن عمرو أحب إلی من ابن حرملة، قلت: لیحیى وما رأیت من ابن حرملة؟ قال: لو شئت أن ألقنه أشیاء قال یحیى: کان یلقن؟ قال: نعم)

    وقال البخاری: (عم القاسم بن حسَّان، عن ابن مسعود (t)، روى عنه القاسم بن حسَّان، لم یصح حدیثه).

     وقال أبو حاتم: (لیس بحدیثه بأس، وإنما روى حدیثًا واحدًا ما یمکن أن یعتبر به، ولم أسمع أحدًا ینکره ویطعن علیه).

     وقال ابن أبی حاتم: (وأدخله البخاری فی کتاب الضعفاء وقال أبی: یحول منه).

     وذکره ابن حبان فی الثقات، ([122])، وقال ابن حجر: (مقبول) یعنی إذا توبع وهو هنا لم یتابع على حدیثه هذا.

     وعلى کلِّ حالٍ فإن الحدیث ضعیفٌ حتى وإن حکمنا بأن عبدالرحمن بن حرملة لا بأس به؛ فإن البخاری قد ضعَّف الحدیث کما تقدَّم، وقال الذهبی: (وهذا منکرٌ)، ولعلَّ الذی جعل الذهبی یحکم على حدیثه بالنکارة أنه لیس فی مقام من یحتمل تفرُّده، وقد مرَّ بک أن الأئمة ربما استنکروا بعض أحادیث الثقة فکیف بمن دونه بدرجات کعبدالرحمن بن حرملة.

     على أن بعض ما فی متن الأحادیث له أحادیث تشهدُ له لیس هذا مجال التفصیل بذکرها.


    دراسة حکم أبی داود:

     حکم أبو داود بتفرُّد أهل البصرة به، ولکن بالنظر فی تراجم رواته من مدار الحدیث فمن فوقه یتضح أن: القاسم بن حسَّان کوفی([123])، وعبدالرحمن      بن حرملة کوفیُّ أیضًا([124])، بل وابن مسعود (t) کوفی کذلک کما هو معلوم.

     وکذلک الرُّکین بن الربیع: کوفیُّ أیضًا([125])، وأما أبو حصین الراوی عن القاسم بن حسَّان على الوجه الثانی فلعلَّه عثمان بن عاصم بن حصین الأسدیُّ، وهو کوفیُّ کذلک([126]).

    فیتبین من خلالِ ما تقدَّم أن الحدیث تفرَّد به أهل الکوفة؛ فمدار الحدیث ومن بعده کوفیون، وکذلک الرواة عن المدار کوفیُّون.

     وأما حکم أبی داود بتفرُّد أهل البصرة به فهذا لعلَّه خطأٌ من النُّساخِ وإلا فمثل هذا لا یخفى على أبی داود.

 

  الحدیث الثالث عشر: قال أبو داود:

     حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى - وَهَذَا حَدِیثُهُ – قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُوعَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَیْجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ رُکَانَةَ عَنْ عِکْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (e) لَمْ یَقِتْ فِی الْخَمْرِ حَدًّا. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ شَرِبَ رَجُلٌ فَسَکِرَ فَلُقِىَ یَمِیلُ فِى الْفَجِّ فَانْطُلِقَ بِهِ إِلَى النَّبِىِّ (e) فَلَمَّا حَاذَى بِدَارِ الْعَبَّاسِ انْفَلَتَ فَدَخَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ فَالْتَزَمَهُ فَذُکِرَ ذَلِکَ لِلنَّبِىِّ (e) فَضَحِکَ وَقَالَ «أَفَعَلَهَا». وَلَمْ یَأْمُرْ فِیهِ بِشَىْءٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: (هَذَا مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ أَهْلُ الْمَدِینَةِ حَدِیثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ هَذَا).

 

  تخریج الحدیث:

الحدیث مداره على ابن جریج ورواه عنه اثنان من أصحابه:

1-    روح بن القاسم:

أخرج حدیثه أحمد فی "المسند" (5/116ح2963)، والنسائی فی "سننه"، کتاب الحد فی الخمر، باب إقامة الحد على من شرب الخمر على التأویل(3/254ح5291).

2-    أبو عاصم: الضحاک بن مخلد:

أخرج حدیثه أبو داود فی "سننه"، کتاب الحدود، باب الحد فی الخمر(2/569 ح4476)، والنسائی فی "السنن الکبرى" الموضع السابق (3/254ح5290)، وأبو نعیم فی "معرفة الصحابة" (4/2179ح5464)، والبیهقی فی "السنن الکبرى"، کتاب الأشربة والحد فیه، باب من وجد منه ریح شراب أو لُقی سکران (8/314).

    کلاهما (روح بن القاسم، وأبو عاصم النبیل) عن ابن جریج، عن محمد بن علی بن رُکانة، عن عکرمة، عن ابن عبَّاس (t).

     وفی إسناد أحمد بن حنبل قال ابن جریج: حدثنی محمد بن علی          بن رُکانة.... ولفظ حدیثه: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (e) لَمْ یَقِتْ فِی الْخَمْرِ حَدًّا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شَرِبَ رَجُلٌ فَسَکِرَ فَلُقِیَ یَمِیلُ فِی فَجٍّ فَانْطُلِقَ بِهِ إِلَى النَّبِیِّ (e) قَالَ: فَلَمَّا حَاذَى بِدَارِ عَبَّاسٍ انْفَلَتَ فَدَخَلَ عَلَى عَبَّاسٍ، فَالْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ فَذَکَرُوا ذَلِکَ لِلنَّبِیِّ (e) فَضَحِکَ وَقَالَ: قَدْ فَعَلَهَا، ثُمَّ لَمْ یَأْمُرْهُمْ فِیهِ بِشَیْءٍ).

     ومتن الحدیث فیه مخالفةٌ للأحادیث التی تثبت أن النبی (e) حدَّ فی الخمر أربعین جلدة، وتبعه فی ذلک أبو بکر، ثم أقر عمرُ الجلد ثمانین

     وفی إسناد الحدیث من لا یحتمل تفرُّده وهو محمد بن علی بن یزید بن رُکانة  ذکره ابن حبان فی الثقات، وقال ابن حجر: (صدوق)، ولم یروِ عنه سوى ابن جریج، وابن إسحاق([127]).

 

  دراسة حکم أبی داود بالتفرُّد:

     یرى أبو داود أن هذا مما تفرَّد به أهل المدینة. وهذا الحدیث مداره على عبدالملک بن عبدالعزیز بن جریج وهو مکیٌّ، وشیخه محمد بن علی بن یزید بن رُکانة الذی یظهر لی أنه مدنیٌّ([128])، وعکرمة أبو عبدالله البربری وهو مدنیٌّ([129])، وعبدالله بن عباس مکیٌّ ثم مدنیٌّ.

     ولعلَّ أبا داود قصد من فوق المدار فإنهم کلهم مدنیُّون، أو یکون اطَّلع على متابعٍ لعکرمة فیکون الحدیث مداره على محمد بن علی بن رُکانة فیکون التفرُّد تفرُّدًا مطلقًا والله أعلم.

    

 

 

 

 

 

E

 

    هذه أبرز النتائج المستخلصة من البحث:

1-  ألَّف أبو داود کتابًا فی التفرُّد، وهو من روایة ابن داسة عنه، والکتاب مفقود، ونقل عنه بعض الأئمة کالمزی، وابن حجر، وذکره ابن خیر الأشبیلی، و....

2-  لم یعتنِ العلماء المتقدمین بتحدید تعریف جامع مانع لمصطلح "التفرد" لکنهم عند التطبیق العملی تکرر عندهم کثیرًا الإعلال بالتفرُّد.

3-  بلغت أحادیث الدراسة ثلاثة عشر حدیثًا، وکانت نتائج دراسة حکم أبی داود علیها بالتفرُّد على النحو التالی:

    أولاً: نُقل عن أبی داود تفرد أهل البصرة بالحدیثین الثانی، والثانی عشر، وقد تبیَّن من الدراسة أنَّ الذی تفرد بهما أهل البصرة، ومثل هذا الحکم لا یخفى على أبی داود، فلعلَّ الخطأ من الرواة عن أبی داود، أو من النُّساخ؛ فربما وضعوا حکمه فی غیر موضعه.

    ثانیًّا: فی الحدیث السابع تفرُّد نسبیٌّ بالنسبة لحدیث ابن عباس دون غیره من جهة، ومن جهة أخرى تفرُّد مطلق؛ إذ لم یشرک عکرمة أحدٌ فی الروایة عنه.

    ثالثًا: فی الأحادیث: الأول، والرابع، والخامس التفرُّد مطلقٌ بأصل السند من جهة، ومن جهة أخرى نسبیٌّ بالنسبة إلى البلد.

    رابعًا: فی الأحادیث: السادس، والعاشر، والثالث عشر لم یثبت التفرُّد، بل یوجد للرواة متابعون.

    خامسًا: أشکل علیَّ فی الحدیث التاسع حکم أبی داود علیه بالتفرُّد، إلاَّ إن أراد التفرُّد باللفظ الذی أورده دون بقیة ألفاظ الحدیث فهذا له وجه.

4-  هذه إحصائیة بنصیب البلدان من أحادیث الدراسة –ویدخل فیها الحدیثان اللذان نقل عن أبی داود التفرُّد بهما خطأ- بناء على حکم أبی داود:

    أولاً: أهل البصرة: ستة أحادیث، هی: الثانی، والثالث، والخامس، والسادس، والثانی عشر.

    ثانیًا: أهل المدینة: حدیثان، هما: السابع، والثالث عشر.

    ثالثًا: أهل الشام: حدیث واحد، هو: الأول.

    رابعًا: أهل مصر: ثلاثة أحادیث: الرابع، والتاسع، والحادی عشر.

    خامسًا: أهل الیمامة: الحدیث الثامن.

 

 

 

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبینا محمد وآله وصحبه أجمعین.


FوK

 

  • · سیر أعلام النبلاء، محمد بن أحمد الذهبی (ت748هـ)، تحقیق: شعیب الأرناؤوط، ط3، (بیروت: مؤسسة الرسالة، 1403هـ).
  • · معجم المؤلفین، عمر رضا کحالة (ت1408هـ) (بیروت: مکتبة المثنى، ودار إحیاء التراث العربی).
  • · الأنساب، عبدالکریم بن محمد السمعانی (ت562هـ)، ط1، (حیدر آباد: مجلس دائرة المعارف العثمانیة، 1382هـ).
  • · بلدان الخلافة الشرقیة، کی لسترنج (ت1933هـ) (بیروت: مؤسسة الرسالة).
  • · تاریخ بغداد، أحمد بن علی: الخطیب البغدادی (ت463هـ)، (بیروت: دار الکتب العلمیة).
  • · التقیید لمعرفة رواة السنن والمسانید، أبوبکر: محمد بن عبدالغنی البغدادی (ت629هـ)، تحقیق: کمال الحوت، (بیروت: دار الکتب العلمیة، 1408هـ).

مجموع الفتاوى، أحمد بن عبدالحلیم بن تیمیة الحرانی (ت728هـ)، تحقیق: عبدالرحمن بن قاسم وابنه محمد، ط1، (الریاض، 1423هـ).

  • · الثقات، محمد بن حبان البستی (ت354هـ)، تحقیق: شرف الدین أحمد، ط1، (بیروت: دار الفکر، 1395هـ).
  • · تاریخ دمشق، علی بن الحسن بن عساکر (ت571هـ)، تحقیق: عمرو العمروی، ط1، (بیروت: دار الفکر، 1415هـ).
  • · طبقات الشافعیة الکبرى، تاج الدین بن علی السبکی (ت771هـ)، تحقیق: محمود الطناحی، وعبدالفتاح الحلو، ط1، (القاهرة: دار هجر، 1413هـ).
  • · وفیات الأعیان وأنباء أبناء الزمان، أحمد بن محمد بن خلِّکان، تحقیق: إحسان عباس، (بیروت: دار صادر).
  • · تهذیب الکمال، محمد بن یوسف المزی (ت742هـ)، تحقیق: د. بشار عواد معروف، ط1، (بیروت: مؤسسة الرسالة، 1403هـ).
  • · التفرد فی روایة الحدیث، عبدالجواد حمام، ط1، (بیروت: دار النوادر، 1429هـ).
  • · رسالة أبی داود إلى أهل مکة فی وصف سننه، سلیمان بن الأشعث السجستانی (ت275هـ)، تحقیق: د. محمد لطفی الصباغ، ط1، (بیروت: دار العربیة).
  • · الموقظة فی علم مصطلح الحدیث، محمد بن أحمد الذهبی (ت748هـ)، تحقیق: عبدالفتاح أبوغدة، ط1، (بیروت: دار البشائر الإسلامیة، 1405هـ).
  • · التحریر والتنویر، محمد الطاهر بن عاشور (ت1393هـ)، ط1، (بیروت: مؤسسة التاریخ العربی، 1420هـ).
  • · کتاب العین، الخلیل بن أحمد الفراهیدی (ت170هـ)، تحقیق: د. مهدی المخزومی، ود. ابراهیم السامرائی، (بیروت: مکتبة الهلال).
  • · لسان العرب، محمد بن مکرم بن منظور (ت711هـ)، ط3، (بیروت: دار صادر، 1414هـ).
  • · اختصار علوم الحدیث، إسماعیل بن عمر بن کثیر (ت774هـ)، تحقیق:     د. ماهر الفحل، ط1، (الریاض: دار المیمان، 1434هـ).
  • · النکت على کتاب ابن الصلاح أحمد بن علی بن حجر العسقلانی(ت852هـ)، تحقیق: د. ربیع المدخلی، ط4، (الریاض: دار الرایة، 1417هـ).
  • · علوم الحدیث. ابن الصلاح، أبو عمرو عثمان بن عبدالرحمن بن الصلاح (ت643هـ)، تحقیق: نور الدین عتر، ط12 (بیروت: دار الفکر، 1427هـ).
  • · کشف الظنون عن أسامی الفنون، حاجی خلیفة (ت 1068هـ) ، تحقیق: محمد شرف الدین، ورفعت الکلیسی، (بیروت: دار إحیاء التراث العربی).
  • · الرسالة المستطرفة لبیان مشهور کتب السنة المشرفة، محمد بن جعفر الکتانی (ت 1345هـ)، تحقیق: محمد المنتصر الکتانی، ط5، (بیروت: دار البشائر الإسلامیة، 1414هـ).
  • · مسند ابن الجعد، علی بن الجعد بن عبید (ت 230هـ)، تحقیق: د. مهدی عبدالقادر بن عبدالهادی، ط1، (الکویت: مکتبة الفلاح، 1405هـ).
  • · الأحادیث المختارة، ضیاء الدین محمد بن عبدالواحد المقدسی (ت 643هـ)، تحقیق: أ. د. عبدالملک بن دهیش، ط3، (بیروت: دار خضر، 1420هـ).
  • · تقریب التهذیب، أحمد بن علی بن حجر العسقلانی (ت 852هـ)، تحقیق: محمد عوامة، ط1، (دمشق: دار الرشید، 1406هـ).
  • · التعدیل والتجریح لمن خرج عنه البخاری فی الجامع الصحیح، سلیمان بن خلف الباجی، تحقیق: أحمد لبزار، (المغرب: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة، 1411هـ).
  • · عون المعبود شرح سنن أبی داود، محمد شمس الحق العظیم آبادی         (ت 1329هـ)، ط2، (بیروت: دار الکتب العلمیة، 1415هـ).
  • · تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، یوسف بن عبدالرحمن المزی            (ت 742هـ)، تحقیق: عبدالصمد شرف الدین، ط2، (بیروت: المکتب الإسلامی، 1403هـ).
  • · الجرح والتعدیل، محمد بن عبدالرحمن بن أبی حاتم الرازی (ت 327هـ)، تحقیق: عبدالرحمن بن یحیى المعلمی، ط1، (حیدر آباد: دائرة المعارف العثمانیة، 1371هـ).
  • · تاریخ ابن معین –روایة الدوری- یحیى بن معین (ت 233هـ)، تحقیق: د. أحمد محمد نور سیف، ط1، (مکة المکرمة: مرکز البحث العلمی وإحیاء التراث الإسلامی، 1399هـ).
  • · المجروحین من المحدثین والضعفاء والمتروکین، محمد بن حبان البستی     (ت 354هـ)، تحقیق: محمود ابراهیم زاید، ط1، (حلب: دار الوعی، 1396هـ).
  • · التاریخ الکبیر، محمد بن إسماعیل البخاری (ت256هـ)، تحقیق: محمد عبدالمعید خان، (حید آباد: دار المعارف العثمانیة).
  • المستدرک على الصحیحین، محمد بن عبدالله بن البیَّع -الحاکم النیسابوری- (ت 405هـ)، تحقیق: یوسف المرعشلی، (الریاض: مکتبة المعارف).
  • · الکامل فی ضعفاء الرجال، عبدالله بن عدی الجرجانی (ت 321هـ)، تحقیق: یحیى غزاوی، ط1، (بیروت: دار الفکر، 1409هـ).
  • · میزان الاعتدال فی نقد الرجال، محمد بن أحمد الذهبی (ت 748هـ)، تحقیق: علی بن محمد البجاوی، ط1، (بیروت: دار المعرفة، 1382هـ).
  • · الهدایة والإرشاد فی معرفة أهل الثقة والسداد-رجال صحیح البخاری- أحمد بن محمد الکلاباذی (ت 398هـ)، تحقیق: عبدالله اللیثی، ط1، (بیروت: دار المعرفة، 1407هـ).
  • · الجامع المسند الصحیح المختصر من أمور رسول الله (e) وسننه وأیامه، محمد بن إسماعیل البخاری، تحقیق: محمد زهیر الناصر، ط1، (بیروت: دار طوق النجاة، 1422هـ).
  • · السنن الکبرى، أحمد بن شعیب النسائی، تحقیق: مرکز البحوث وتقنیة المعلومات، ط1(القاهرة: دار التأصیل، 1433هـ).
  • · العلل الواردة فی الأحادیث النبویة، علی بن عمر الدارقطنی (ت 385هـ)، تحقیق: د. محفوظ الرحمن زین الله، ط1، (الریاض: دار طیبة، 1411هـ).
  • · المسند، أحمد بن حنبل(ت 241هـ)، تحقیق: مجموعة من الباحثین، ط1، (بیروت: مؤسسة الرسالة، 1418هـ).

المسند، سلیمان بن داود الطیالسی (ت 204هـ)، تحقیق: د. محمد الترکی، ط1، (القاهرة: دار هجر، 1419هـ).

  • · المسند، عبدالله بن الزبیر الحمیدی(ت 219هـ)، تحقیق:حبیب الرحمن الأعظمی، ط1، (بیروت: الکتب العلمیة، 1409هـ).
  • · صحیح مسلم، أبو الحسین مسلم بن الحسین النیسابوری (ت 261هـ)، تحقیق: محمد فؤاد عبدالباقی، ط1، (القاهرة: دار الحدیث، 1412هـ).
  • · سنن أبی داود، سلیمان بن الأشعث السجستانی (ت 275هـ)، تحقیق: شعیب الأرنؤوط وآخرون، ط1(دمشق: دار الرسالة العالمیة، 1429هـ).
  • · الجامع، محمد بن عیسى الترمذی (ت 279هـ)، تحقیق: أحمد محمد شاکر، ط1، (بیروت: دار إحیاء التراث العربی).
  • · السنن، محمد بن یزید بن ماجه (ت 273هـ)، تحقیق: محمد فؤاد عبدالباقی، ط1، (بیروت: دار الکتب العلمیة).
  • · فهرسة ابن خیر الأشبیلی، محمد بن خیر الإشبیلی (ت 575هـ)، تحقیق: محمد فؤاد منصور، ط1، (بیروت: دار الکتب العلمیة، 1419هـ).

 

 

 

فهرس الموضوعات

 

الموضوع

الصفحة

  • · مستخلص البحث

3

  • ·مقدمة

5

 

المبحث الأول

التعریف بأبی داود، وکتابه التفرُّد

8

المطلب الأول: التعریف بأبی داود

8

  • · اسمه ونسبه ومولده

8

  • · طلبه للعلم

9

  • · شیوخه وتلامیذه

10

  • · مؤلفاته

11

  • · وفاته

12

 

المبحث الثانی

معنى التفرد وأقسامه، والمؤلفات فی الأفراد

13

  • · المطلب الأول: تعریف التفرُّد وأقسامه

14

أولاً: تعریف التفرُّد لغة واصطلاحًا

14

ثانیًا: أقسام التفرد

15

  • · المطلب الثانی: المؤلفات فی الأفراد والتفرُّد

18

المبحث الثالث

دراسة الأحادیث التی حکم أبو داود فی "سننه" بتفرد أهل جهة بها

19

  • · الخاتمة

62

  • · المصادر والمراجع

64

  • · فهرس الموضوعات

69

 

 

 

 

 

k

B

 

 



([1]) کما فی الحدیث رقم (50)، وهو من کلام أبی سعید الأعرابی.

([2]) "سیر أعلام النبلاء" (13/203).

([3]) "معجم المؤلفین" (4/255) 

([4]) "الأنساب" للسمعانی (3/225).

([5]) "بلدان الخلافة الشرقیة" کی لسترنج (ص372).

([6]) "تاریخ بغداد" (9/56).

([7]) "تاریخ بغداد" (9/56).

([8]) "تاریخ بغداد" (9/55).

([9]) "سیر أعلام النبلاء" (13/204).

([10]) "التقیید لمعرفة رواة السنن والمسانید" (ص279).

([11]) "مجموع الفتاوى" (20/40).

([12]) "التقیید فی معرفة رواة السنن والمسانید" (ص282)، ومن مصادر ترجمته: "الثقات" لابن حبان (8/282)، "تاریخ بغداد" (9/55)، "تاریخ دمشق" (22/191)، "تهذیب الکمال" (11/355رقم2492)، "طبقات الشافعیة" للسبکی (2/293)، "وفیات الأعیان" (2/404)، "سیر أعلام النبلاء" (13/204).

([13]) "سیر أعلام النبلاء" (13/211).

([14]) "تهذیب الکمال" (11/356).

([15]) مقدمة تحقیق "سنن أبی داود" بتحقیق: شعیب الأرناؤوط (1/13).

([16]) المرجع السابق (1/14).

([17]) مقدمة تحقیق "سنن أبی داود" بتحقیق: شعیب الأرناؤوط (1/32).

([18]) "فهرست ابن خیر" (ص92)، ومقدمة تحقیق "سنن أبی داود" بتحقیق: شعیب الأرناؤوط (1/38)، وسیأتی مزید بیان لهذا الکتاب فی: المؤلفات فی الأفراد والتفرد.

([19]) من مصادر ترجمة أبی داود: "الثقات" (8/282)، "تاریخ بغداد" (9/55)، "تاریخ دمشق" (22/191)، "تهذیب الکمال" (11/355 رقم2492)، "طبقات الشافعیة" للسبکی (2/293)، "وفیات الأعیان" (2/404)، "سیر أعلام النبلاء" (13/204).

([20]) کتاب: "التفرُّد فی روایة الحدیث ومنهج المحدثین فی قبوله أو رده. دراسة نظریة تطبیقیة" للدکتور/عبدالجواد حمام.

([21]) "رسالة أبی داود إلى أهل مکة فی وصف سننه" (ص29).

([22]) "الموقظة فی علم مصطلح الحدیث" (ص77).

([23]) "التحریر والتنویر" (17/99).

([24]) "کتاب العین" (8/24).

([25]) "لسان العرب" (3/331).

([26]) "التفرُّد فی روایة الحدیث ومنهج المحدثین فی قبوله أو رده" (ص85).

([27]) لو قال: (الحدیث الذی یأتی...) لکان أولى.

([28]) "التفرد فی روایة الحدیث ومنهج المحدثین فی قبوله أو رده" (ص90).

([29]) "علوم الحدیث" لابن الصلاح(ص51).

([30]) "النکت على کتاب ابن الصلاح" (2/703).

([31]) "منهج النقد فی علوم الحدیث" (ص400).  

([32]) کتاب : "التفرُّد فی روایة الحدیث ومنهج المحدثین فی قبوله أو رده. دراسة نظریة تطبیقیة" (ص11-121).

([33]) "اختصار علوم الحدیث" (ص169-170).

([34]) "التفرد فی روایة الحدیث ومنهج المحدثین فی قبوله أو رده" (ص89-90).

([35]) "کشف الظنون" (2/1405)، و "الرسالة المستطرفة" (ص114).   

([36]) "تحفة الأشراف" (6/226)، وذکره أیضًا فی (5/175).

([37]) ومن تلک المواضع: (3/417)، و (8/69)، و (12/99).

([38]) وفی کتاب "التفرد فی روایة الحدیث ومنهج المحدثین فی قبوله أو رده" (199-200) ذکر بعض المؤلفات فی ذلک.

([39]) أی من حدیث ثور بن یزید.

([40]) "بذل المجهود فی حل أبی داود" (1/237).

([41]) "تقریب التهذیب"(ص602رقم 7728)، و(ص264رقم2753).

([42]) "تقریب التهذیب" (ص528رقم6598).

([43]) "تقریب التهذیب" (ص511رقم6372).

([44]) "بذل المجهود فی حل أبی داود" (1/237).

([45]) "تقریب التهذیب" (ص507رقم6304).

([46]) "تقریب التهذیب" (ص176رقم1464).

([47]) "تقریب التهذیب" (ص501رقم6209).

([48]) "الأنساب" للسمعانی (3/145).

([49]) "تقریب التهذیب" (ص135رقم861).

([50]) "تقریب التهذیب" (ص109رقم473)، و "الأنساب" للسمعانی (5/119).

([51]) "تقریب التهذیب" (ص528 رقم 6598).

([52]) المرجع السابق (ص81 رقم 57).

([53]) السابق (ص581 رقم 7414).

([54]) السابق (ص201 رقم 1830).

([55]) "تقریب التهذیب" (ص 297رقم 3227).

([56]) "تهذیب الکمال" (26/54).

([57]) "عون المعبود" (1/180).

([58]) یقال: "اجتویت البلد": إذا کرهتها وإن کانت موافقة لک فی بدنک، "غریب الحدیث" للقاسم بن سلام (1/174).

([59]) "الذود": القطیع من الإبل من الثلاث إلى العشر، "غریب الحدیث" لابن الجوزی (1/366).

([60]) "الرهط": ما بین الثلاثة إلى العشرة، "غریب الحدیث" لابن الجوزی (1/423).

([61]) جمعت بین هذین الوجهین وذلک لأن بعض الأئمة جمعوا بین روایة خالد، وروایة أیوب، ونبهت علیه فی موضعه.

([62]) وقع فی المطبوع: ( عن رجاء بن عامر) وهو خطأ نبه علیه محققو المسند (35/231).

([63]) قبیلة من تّیْمِ الرَّباب، وهی قبیلة عدنانیة.  "فتح الباری" لابن حجر (1/337).

([64]) (الحرة: أرض ذات حجارة سود).  "غریب الحدیث" لابن سلاَّم (2/203).

([65]) أخرجه البخاری فی مواضع منها: کتاب الجهاد، باب إذا أحرق المشرک المسلم هل یحرق؟ (ح3018)، ومسلم فی "صحیحه"، کتاب القسامة والمحاربین والقصاص والدیات (ح1671رقم9).

([66]) "تهذیب الکمال" (3/353رقم 568).

([67]) "الأنساب" للسمعانی (3/235).

([68]) "تهذیب الکمال" (18/147رقم 3453).

([69]) "الأنساب" للسمعانی (4/83).

([70]) "تهذیب الکمال" (14/542رقم 3283).

([71]) "تقریب التهذیب" (ص538رقم6769).

([72]) "الجرح والتعدیل" (6/398رقم2229)، "التعدیل والتجریح" (3/1163رقم1195).

([73]) فصَّلتُ فی تخریج هذا الحدیث فی کتاب "الصحابة والصحبة وشبهات حول عدالة الصحابة وضبطهم عرض ونقد" (2/1187-1201).

([74]) "المستدرک" (1/347).

([75]) (4/33رقم 1712).

([76]) "الثقات" (1/239رقم131).

([77]) "الجرح والتعدیل" (2/281رقم1012).

([78]) رجح محققو "المسند" (28/630) أنه قابل للتحسین.

([79]) "تقریب التهذیب" (ص549رقم6947).

([80]) "الأنساب" للسمعانی (4/276).

([81]) "تهذیب الکمال" (20/204).

([82]) قال أبو عبید: (قال الأصمعی: أضل الإشعار العلامة یقول: کان ذلک إنما یفعل بالهدى لیعلم أنه قد جعل هدیًا) "غریب الحدیث" (2/65).

([83]) جانب سنام الناقة.

([84]) (هی الأرض الملساء التی دون ذی الحلیفة فی طریق مکة) "فتح الباری" لابن حجر (1/91).

([85]) "تقریب التهذیب" (ص453رقم5518).

([86]) "تقریب التهذیب" (ص632رقم 8046).

([87]) "تقریب التهذیب" (ص266رقم 2790).

([88]) "تقریب التهذیب" (ص573رقم7299).

([89]) "تقریب التهذیب" (ص574رقم 7319).

([90]) "علوم الحدیث" (ص115).

([91]) "تقریب التهذیب" (ص421رقم5024).

([92]) "تقریب التهذیب" (ص136رقم 865).

([93]) "تهذیب الکمال" (11/444رقم2525).

([94]) "تهذیب الکمال" (10/358رقم2245).

([95]) "بذل المجهود فی حل أبی داود" (9/57).

([96]) "علل الترمذی" (ص175).

([97]) "تقریب التهذیب" (ص326رقم 3666).

([98]) "تقریب التهذیب" (ص457ح5580).

([99]) "تقریب التهذیب" (ص 555رقم 7035).

([100]) "تقریب التهذیب" (ص 550رقم 6959).

([101]) "تهذیب الکمال" (ص 26/259).

([102]) "المجروحین" (2/11).

([103]) "تقریب التهذیب" (ص591رقم7559).

([104]) وهم: یزید بن هارون "تقریب التهذیب" (ص606رقم7789)، وسلام بن سلیم" تقریب التهذیب" (ص261رقم 2703).

([105]) "تقریب التهذیب" (ص368رقم 4261).

([106]) "تقریب التهذیب" (ص330 رقم 3715).

([107]) المرجع السابق (ص233رقم2274).

([108]) المرجع السابق (ص370 رقم 4281).

([109]) السابق (ص226رقم 2173).

([110]) السابق (ص245رقم 2455).

([111]) وفی هذا الإسناد الفضل بن دلهم الواسطی البصری، وقال عنه یحیى بن معین: (صالح الحدیث)، وقال مرة: (ضعیف) وقال الإمام أحمد: (لیس به بأس إلا أن له أحادیث)، وقال مرة: (لا یحفظ الفضل بن دلهم) وذکر أشیاء أخطأ فیها.

والذی یظهر أنه ضعیف الحفظ فإن وجود الخطأ فی حدیثه –على قلة حدیثه- دلیلٌ على عدم الضبط.

"تاریخ بن معین" روایة الدوری (3/295رقم1394)، "تهذیب الکمال" (23/220-222).

([112]) وحدیث معمر فیه شیخ الطبرانی وهو: یعقوب بن إسحاق بن الزبیر الحلبی، قال فیه الهیثمی: (لم أعرفه)، وقال الألبانی فی "السلسة الضعیفة" (10/1/4613): (یبدو أنه من شیوخ الطبرانی المغمورین غیر المشهورین، فلم یذکر له الطبرانی إلا عشرة أحادیث، وکأنه لذلک لم یذکره الحافظ المزی فی الرواة عن شیخه الأذرمی فی ترجمة هذا من "تهذیب الکمال"، ولا وجدت له ذکرا فی شیء من کتب الرجال، والله أعلم).  وینظر : "إرشاد القاصی والدانی إلى تراجم شیوخ الطبرانی" للمنصوری (ص697).

فالحدیث على هذا لا یصحُّ.

([113]) ینظر تباعًا: "الأنساب" للسمعانی (1/399)، و"تقریب التهذیب" (ص446رقم 5402)،     و "الأنساب" (5/420).

([114]) وردت هذه الزیادة فی طبعة دار الکتب العلمیة بتحقیق محمد عبدالعزیز الخالدی.

([115]) "الجرح والتعدیل" (5/234رقم1111).

([116]) "الثقات" (5/95رقم4018).

([117]) "المجروحین" (2/50).

([118]) "الأنساب" للسمعانی (1/197).

([119]) "تقریب التهذیب" (ص340رقم3856).

([120]) "تقریب التهذیب" (ص250ح2550).

([121]) ینظر: "الثقات" لابن حبان(9/199)، "لسان المیزان" (7/22رقم207).

([122]) ینظر: "التاریخ الکبیر" للبخاری (5/270رقم874)، "الثقات" لابن حبان(5/95رقم4017)، " الکامل " لابن عدی (4/310)، "الجرح والتعدیل" (5/222رقم1051)، "میزان الاعتدال" (4/271رقم4854)،"تقریب التهذیب" (ص339رقم3841).

([123]) "تقریب التهذیب" (ص449رقم5754).

([124]) "تقریب التهذیب" (ص339رقم3841).

([125]) "تقریب التهذیب" (ص210رقم1956).

([126]) "تقریب التهذیب" (ص384رقم4484).

([127]) " الثقات" لابن حبان (7/364)، "تقریب التهذیب" (ص497رقم6160).

([128]) "تهذیب الکمال" (26/158رقم5487).

([129]) "رجال صحیح البخاری" للکلاباذی (2/583رقم922).